الجمعة 2024-09-20 10:25 م
 
 

غنائم الحروب

09:47 ص
يسقط في الحروب قتلى وجرحى عسكريون ومدنيون، وبالاضافة الى استخدام القوى المتحاربة ما تملك من قوة نارية، لإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في صفوف العدو وتدمير أسلحته، فإنها تحرص على أسر ضباط وجنود، أو الاحتفاظ بجثث مقاتلين سقطوا في الميدان، لاستخدامها أوراق ضغط سياسية ونفسية خلال أي مفاوضات لاحقة، وهناك أسلحة تغتنمها القوات المتحاربة تصبح ذات رمزية كبيرة، باعتبارها من علامات النصر ودليلاً على انكسار العدو وهروب جنوده، ويتم الاحتفاظ بها في المتاحف أو المقرات العسكرية، وتبقى ذكرى يحتفى بها وتتحول الى مقصد لزيارات وفود محلية وخارجية، بل أن بعض تلك الغنائم مثل المسدسات، تعرض للبيع في مزادات بمبالغ كبيرة جدا!اضافة اعلان


ومن يرصد مسارات الحروب العربية مع الكيان الصهيوني،يلاحظ أن العدو كان يركز في حروبه،على أسر أعداد كبيرة من المقاتلين العرب، أو اغتنام أسلحة ومعدات،واستخدامها ورقة إذلال سياسية وتحطيم للمعنويات العربية !

وعلى قسوة الهزائم العربية في تلك الحروب، لكن هناك محطات مشرقة في بعض المعارك، وأحدث هذه المحطات مسدس»كاتم للصوت»، غنمته عناصر القسام أثناء الاشتباك مع الوحدة الصهيونية،التي توغلت في خانيونس مؤخرا ، وتم أشهار المسدس- الغنيمة ،خلال حفل تأبين شهداء المعركة، حيث سلمه أحد قادة القسام، الى قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار.

وفي معركة الكرامة،التي وقعت بتاريخ 21 آذار عام 1968، سجل الجيش الأردني بالتنسيق مع المقاومة الفلسطينية محطة أخرى مشرقة،حيث حقق انتصارا كان له قيمة معنوية عالية، وقد غنم الجيش الاردني خلال تلك المعركة العديد من الدبابات،التي تركها جيش العدو في أرض المعركة خلال انسحابه.

وكان إحدى العلامات الرمزية في تلك المعركة ما كانت تسمى»المعركة السادسة»،وموقعها قرية عيرا في جبال البلقاء،التي لعبت دورا بارزا في قصف حشود جيش العدو التي توغلت في منطقة الاغوار، ولا يزال صوت المدفعية السادسة راسخا، في ذاكرة الأجيال التي عايشت تلك المعركة.

وربما تكون الضربة الكبرى الموجعة للعدو معنويا، ما حدث في معركة القدس عام 1948 التي قادها الجيش الأردني بقيادة الجنرال عبد الله التل، وشهدت موافقة «موشه روزنك» قائد قوات الهاجاناة الصهيوينة،على وثيقة استسلام لعبد الله التل وشروطه بتاريخ 28/5/1948، والتي كانت عبارة عن إلقاء السلاح وتسليمه للجيش العربي، وأخذ جميع المحاربين من الرجال اليهود أسرى حرب، والسماح للشيوخ من الرجال والنساء والأطفال ومن كانت جراحهم خطيرة، بالخروج إلى الأحياء اليهودية في القدس الجديدة بواسطة الصليب الأحمر، وأن يتعهد الفريق الأول (العرب) بحماية أرواح جميع اليهود المستسلمين، وأخيرا أن يحتل الجيش العربي الأحياء اليهودية في القدس القديمة.

لكن أحدى العلامات الرمزية، في تلك المعركة تسليم «موشه روزنك»مسدسه نوع»سانتي ايتان»لعبد الله التل،والذي لا يزال أحد»الشهود»الرمزية على تلك المعركة البطولية، ويحتفظ به الكابتن صلاح التل نجل عبد الله التل. كما يحتفظ بمسدس والده «براشوت- براونينغ–9 ملم»، وهو يسعى لبيعه في مزاد علني والتبرع بثمنه للأعمال الخيرية.

والجدير بالملاحظة أن العقيدة العسكرية للعدو الصهيوني تتحسس كثيرا ،من سقوط قتلى أو وقوع أسرى بيد العرب، أو ترك جثث قتلى وغنائم في أرض المعركة، وعندما يحدث ذلك يسعى لاستعادتها حتى لو دفع ثمنا باهظا، وقد حدث ذلك في العديد من الحالات،حيث وافق العدو على صفقات لتبادل الأسرى والجثامين، فهو مستعد لمبادلة أسير أو بضعة أسرى من جنوده وجثث قتلاه بمئات من الأسرى العرب !

وخلال زيارة نتانياهو رئيس وزراء اسرائيل الى موسكو ،في شهر نيسان عام 2016، حرص على الطلب من الرئيس الروسي بوتين،إعادة الدبابة الإسرائيلية التي غَنِمها العرب في معركة «السلطان يعقوب»، إبّان الإجتياح الأول للبنان عام 1982، ووافق بوتين على ذلك، حيث كانت الدبابة تعرض بمتحف الدبابات»في موسكو، بعد أن نقلها الجيش السوري إلى روسيا كتذكار من المعركة، وللتعبير عن العرفان لدعم الاتحاد السوفييتي للعرب.

 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة