كنا نقرزم باللغة الألمانية في منتصف الستينيات من القرن الماضي، لكن اسم «جونتر غراس» كان في الذاكرة كداعية لحزب ويلي برانت الاشتراكي، وككاتب غير عادي في وسط ثقافي يمر في طور النقاهة من كارثة النازي وفظائعه .
من قصة حياته في «تقشير البصل» نعرف أن جراس ولد في دانزيغ التي صار اسمها جرانس البولونية الآن. والعنوان ليس مثيراً ولائقاً في حامل جائزة نوبل.. لكن سيدات البيوت يعرفن دموع تقشير البصل. فذكرى نهايات الحرب كانت تستدعي دموع غراس، اذ يعترف أن أمه كانت تتلقى اغتصاب الجنود الروس لتحمي ابنتها الصغيرة في الطابق العلوي من البيت. فقد كان هناك سرية باغتصاب الألمانيات، وهي عادة سلافية، مع الأسف، تعرفنا إليها في حروب البوسنة فجريمة زرع أبنائهم في أحشاء نساء الأعداء هي نمط من حروب الإبادة، تطال الرجال فقط .
كان غونتر غراس، وهو يقشّر البصل، وتتهاطل دموعه طوال عمره، هو الذي أوحى لفيلي برانت ركوعه أمام النصب التذكاري في بولندا، وطلبه الصفح من ضحايا الإجرام النازي. فقد كان كاتب خطابات براندت، وصديقه.. دون أن يدخل الحزب ويصل إلى وظيفة عامة.. نائباً في البوندستاغ أو وزيراً واكتفى بأن يبقى كاتباً حراً، ويبقى يستمتع بلقب «ضمير الألمان» .
كثيرون ممن لم يقرأوا جراس، وصفوه بأنه صهيوني.. أو على الأقل ميل لهم، لأننا صدّقنا أن اليهود وأصدقاءهم هم الذين يحوزون جائزة نوبل. وحين انتقد جراس السلوك الإسرائيلي، ووضع حاكمو إسرائيل اسمه على قائمة غير المرغوب فيهم.. لم يتصد أحد من الذين اتهموه، ولم يقل له أحد: شكراً!! رغم أن الكاتب الكبير لم يكن يلتفت إلى ردود الفعل .
قضى الضمير الألماني عن سبعة وثمانين عاماً قبل يومين، وكان نعيه العنوان الرئيسي في الصحافة الألمانية.
فقد تعب جراس من «تقشير البصل»، وارتاح من الدموع التي كانت جزءاً من عينيه وقلمه، رغم السخرية في كتاباته، ورغم التفاؤل في اتجاهاته الفكرية .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو