الخميس 2024-11-28 07:53 ص
 

فلسطين والبلفوريّون العرب

07:28 ص

المشكلة ليست في بلفور وروتشيلد والوعد ..المشكلة في العرب وعقلهم (الزفت) والكراسي التي تمشي على الدماء..! المشكلة ليست في انقضاء مائة عام على بلفور ..المشكلة في مائة هزيمة التي صنعناها بأيدينا بعد بلفور وما زالت باقية تدافع عن تلك الهزائم و تسميها نصراً و تقيم لها الاحتفالات الثورية ..!

اضافة اعلان


مائة عام من السحر الأسود في الثوّار و الشعوذة على الشعوب و صناعة (الحُجُب) من السياسيين لكي يطمسوا على عيوننا و نمشي على عجين ما نلخبطهوش ..!


مائة عام و بلفور يحكي مع روتشيلد كلّ يوم وعياناً بياناً: كيف رضاك عنّا يا معلم ..؟! وهو يرد عليه : تمام تمام ويضع له اللايك تلو اللايك و العرب يصفقون ويتسابقون في اللايكات معهما ..!


مائة عام وفلسطين يجرجرونها من قبرٍ لقبرٍ ولكنها تدثرهم بقدميها و تقف ثائرةً متمردةً تلوك جراحها و تدوس على بلفورهم و بلفورنا و تحرق روتشيلدهم و تحرق معه صغار تجارنا في قائمة السياسين العرب..!


فلسطين التي لعبتم عليها (الفنّة) و (القُرعة) ولعبتم في ناسها و شمسها و قمرها ..فلسطين التي باسمها جاءت أنظمةٌ و زالت أنظمة، فلسطين التي شرّدتموها في الطرقات و بذات الوقت صنعتم باسمها نياشين وأوسمة توزعونها على بعضكم في الحفلات ..فلسطين التي توزّع أهلها على كلّ قريةٍ فيها نفس وصار الفلسطيني فيها ناراً و عمراناً ..فلسطين التي أنجبت في سُدف الليل البهيم ..وجاءها مليون مخاض و هزّت إليها بمليون ثورةٍ و تساقط عليها الشهداءُ فرحاً بهيّاً ..! فلسطين تلك ..لا بلفور ولا أبو بلفور ولا أعمامه وأخواله ولا عشيرته الأقربين والأبعدين ولا قبائل السياسيين العرب بقادرين على تسجيلها باسمهم والاختلاء بها ..!


ثلاثة أجيال منذ بلفور؛ والرابع على الطريق ..منذ جدّي إلى أن سلّم الأمر لأبي و أبي الذي سلّمني وأنا الذي أتجهز لتسليم ابني ..ولو جاء ما جاء من أجيال بعدنا ..سيبقى بلفور وروتشيلده هناك صنمين نرجمهما كما نرجم (أبا رغال) ..ونرجم معهم البلفوريين العرب الذين لولاهم لما تقدّم (سايكس و بيكو) خطوة واحدة في أرضنا ..وما استطاعوا تحويل قمحنا خبزاً للاعداء ..وارسال دمائنا قرباناً لبقائهم على قيد الغدر والخيانة ..!


لا خوف من بلفور وجيشه ولا من روتشيلد وأمواله ..الخوف كل الخوف من جيوش العرب ومن أموال العرب ..تلك الجيوش التي لا تتقن إلاّ الاطلاق للخلف والأموال التي تصرف على تحسين البنى التحتيّة للماجنات ..!
ولكن ..الذي يعرف فلسطين ..يعرف أنّ على أظافر قدميها ستسقط مؤامرات الأقربين قبل الأبعدين ..ويعرف أن كلمة فلسطين تعني الرعب لكل (ابن أُمٍّ) ربّته على سرقة رغيف فقير وتمزيق ملابس كلّ عفيفة ..!
لا تخافوا على فلسطين ..بل خافوا على مكانكم في مزبلة التاريخ ..!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة