لغز يحير الأردن .. من يتحمل مسؤولية الفاجعة ؟

مجدي الباطية - اثارت حادثة وفاة شاب وطفلة ، يوم الأربعاء، جنوب عمّان، بعد سقوطهما في  حفرة امتصاصية تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي والشارع الاردني خصوصًا وأنها تأتي بعد أيام من وفاة عشرات الأردنيين جراء السيول الأخيرة، ووسط تساؤلات حول جاهزية البنى التحتية.اضافة اعلان


 وحول تفاصيل الحادثة فإنّ الشاب اسيد اللوزي البالغ من العمر 33 عامًا هب لإنقاذ الطفلة البالغة من العمر 14 عامًا بعد سقوطها في الحفرة، لكنه فشل في إنقاذها وغرق معها ، فيما تمكنت كوادر الدفاع المدني من انتشال الجثتين في وقت لاحق.

من جانبها، نفت أمانة عمّان الكبرى ، عقب ساعات من وقوع الحادثة ، اتهامات وجهها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتحميلها مسؤولية الحادثة.

 فيما قالت مصادر بوزارة المياه ان مسؤولية متابعة ابار المياه التجميعية تقع على البلديات ولا علاقة للوزارة بها .

اظهار أخبار متعلقة

واضاف المصدر في تصريحات صحفية بان الحفرة الامتصاصية في خريبة السوق مرخصة كبئر ماء وهذا ليس من مسؤولية الوزارة ، حيث ان مسؤولية وزارة المياه هي متابعة شبكات الصرف الصحي واجراء الصيانة عليها وتشغيلها وكل ما يتعلق بخدمات المياه للمواطنين ، اما ما يتعلق بشبك الحماية على الابار او غيرها فهو من مسؤولية الامانة .

اما اللجنة الفنية التي شكلها أمين عمّان الكبرى يوسف الشواربة لحادثة خريبة السوق أخلت المسؤولية عن أمانة عمان الكبرى ، اليوم الخميس .

وأكد التقرير عن تغيير في الترخيص الإنشائي للمجمع التي تقع أمامه الحفرة الامتصاصية، إذ إن حفرة خريبة السوق مرخصة بئر ماء وليس حفرة امتصاصية.

ومساء اليوم أكدت أمانة عمان أنها لم تتهم أحداً فيما يتعلق بحفرة خريبة السوق الأمتصاصية.

وقال مصدر إن الأمانة ستتخذ الاجراءات المناسبة مع الجهات المعنية بالنسبة لمخالفة المجمع للترخيص.

وأكد المصدر أن هذه المخالفات التي ارتكبها المالك غير منظورة والأصل بالمستأجرين أن يشتكوا على عدم شبك المالك للحفرة الامتصاصية على المجاري الرئيسية وكثرة النضح المتكرر بمعدل مرة او مرتين في الاسبوع.

واضاف "المسؤولية في عدم التأكد من شبك المالك للمجمع على المجاري والالتزام بطلبها، حيث يتم قطع المياه في حال عدم الشبك على المجاري".

بدورها ذكرت إدارة الإعلام في الدفاع المدني بأن بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت فيديوهات لبعض المواطنين تفيد بان كوادر الدفاع المدني تأخرت بإخراج الطفلة التي غرقت داخل الحفرة الامتصاصية ، وعليه نبين بان الإجراءات الواجب اتخاذها أولا هو شفط كافة محتويات هذه الحفرة الامتصاصية كونها تحتوي على مواد و غازات سامة ومن ثم النزول من قبل كوادر الدفاع المدني وإخراج الأشخاص منها ، إلا أن غطاسي الدفاع المدني غامرو بحياتهم وعملوا على إخراج هذه الطفلة المتوفاة ( رحمها الله ) قبل إكمال عمليات
شفط مواد الحفرة .

وقالت إدارة الإعلام بان مثل هذه الحوادث بحاجة إلى تدابير وإجراءات دقيقة أثناء عمليات الإنقاذ حتى لا نفقد أشخاص من المنقذين وخاصة أن من يقع داخل هذه الحفر الامتصاصية يكون قد فارق الحياة خلال دقائق معدودة وبالتالي نعمل على انتشال جثة وليس إنقاذ شخص .

وتأتي الحادثة التي أثارت الرأي العام بعد أيام قليلة من سقوط عشرات الضحايا خلال سيول جارفة اجتاحت المملكة، وسبقها بأسبوعين وفاة 21 شخصًا، غالبيتهم أطفال، وإصابة 35 آخرين خلال اجتياح سيول لرحلة مدرسية في منطقة البحر الميت، قدم على إثرها وزيرا التربية والسياحة استقالتيهما من منصبيهما.

وفي كل فصل شتاء، يواجه المسؤولون في الأردن اتهامات حول تردي البنى التحتية، وعدم جاهزيتها لتحمل الأمطار والسيول.

ووسط تسائل الشارع الاردني عن الجهة التي تتحمل المسؤولية ومحاولة كل طرف تحميل الأطراف الأخرى مسؤولية الفاجعة اوعز رئيس الوزراء عمر الرزاز بتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الحادثة حسبما قال النائب أحمد الهميسات ، مشيراً أن "اللجنة برئاسة وزير الداخلية سمير المبيضين ومدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود" ، حيث سيكون هناك تقرير كامل من الحكومة عن أسباب هذه الحادثة ، وفق الهميسات.