السبت 2024-09-21 05:31 ص
 
 

للمستهدفين لأجهزتنا الأمنية: كفاكم «جـلـداً لـلذات»!

07:09 ص

أسوأ ما سمعناه وما قرأناه وبعض ما تم تداوله، حتى من قبل الذين لم يزوروا الكرك في حياتهم والذين لا يعرفون عن التعاطي مع القضايا الأمنية إلا بمقدار معرفة من لا يعرف إسم عاصمة الصين باللغة الصينية، هو جلد الذات وهو تشويه حقيقة ما جرى وحقيقة ما جرى أنَّ أجهزتنا الأمنية، قوات الدرك – والأمن العام والمخابرات العامة، قد أبدت في مواجهة عصابة الإرهابيين، كعادتها، شجاعة مميزة وبأداء راقٍ رغم أنه كانت هناك معطيات وظروف لا يعرفها إلا الذين خاضوا ليس معركة وإنما معارك تلك الأيام المشهودة.اضافة اعلان


كان هدف الإرهابيين، الذي لا يعرفه الذين بادروا إلى التفنن في جلد الذات وترويج «سيناريوهات» بعيدة عن واقع الأمور بعد السماء عن الأرض، أخطر وأكبر كثيراً مما حصل وما جرى ولعل الأيام المقبلة ستكشف أن أجهزتنا الأمنية التي لولاها ولولا سهرها الليالي الطويلة لما استطاع أي منا أنَّ يأوي إلى فراشه بدون كوابيس مرعبة وهو مطمئن على نفسه وعلى أطفاله وهو لا يخاف ولا يخشى من أن بلدنا الذي يتمتع بنعمة الأمن والأمان سيغرق، لا سمح الله، في كل هذه المآسي التي تغرق فيها دول شقيقة قريبة وبعيدة.

منذ أول ضربة موجعة وجهها إلينا الإرهاب الوافد من الخارج قبل أكثر من أحد عشر عاماً(2005) وجيشنا العربي ومعه كل أجهزتنا الأمنية يحمي بسهر الليالي الطويلة ثغور هذا الوطن الغالي وكل شبر فيه ووفر لأطفالنا أن يناموا ليلهم الطويل بدون كوابيس مرعبة وأن يذهبوا إلى مدارسهم بدون أن تواجههم السيارات المتفجرة وهذه نعمة وفرها لهم ولنا، بعد العلي القدير وبعد قيادتنا الحكيمة، هذا الجيش البطل الذي لا تغمض لجنوده وضباطه أي عين ومعه هذه الأجهزة الأمنية (قوات الدرك والأمن العام والمخابرات العامة) التي تتطاول عليها بعض الألسنة التي لا يتقي أصحابها الله والتي لو أنها كما تقول عنها هذه الألسنة التي لا تقول إلاّ زوراً وبهتاناً لما كان هناك كل هذا الإستقرار الذي ينعم به بلدنا والذي هو مبعث إعجاب كل دول العالم التي هي بدورها تعاني من الإرهاب.

هناك حادثة ربما لم يتوقف عندها الذين تطاولوا بألسنتهم على أجهزتنا الأمنية بعد المعركة البطولية التي خاضتها مع الإرهابيين في الكرك العزيزة وهي أنَّ الجهات المعنية في المملكة المغربية الشقيقة، حماها الله من كل سوء، قد حذرت ألمانيا ولمرتين من الإرهابي أنيس العامري لكنها ولأسباب غير معروفة لم تستجب لهذا التحذير فوقع ما وقع فكانت هناك تلك العملية الدموية التي تجاوز عدد ضحاياها الستين بين قتيل وجريح.

والمقصود هنا هو ربما أن بعض الأخطاء قد إرتكبت في المواجهات مع الإرهابيين الذين كانوا يخططون لما هو أخطر وأكبر كثيراً مما حصل لكن ما يجب أن يعرفه هؤلاء الذين ذهبوا بعيداً في التحامل على أجهزتنا الأمنية أن الله وحده هو المنزه عن الخطأ وأن الأمور في العادة تقاس بنتائجها وأن نتائج هذه المواجهات يجب أن تكون مبعث إفتخار لكل أردني وحيث تم القضاء على هذه المجموعة الإرهابية وتم تجنيب بلدنا وشعبنا كارثة فعلية.

نحن نعرف أن الطيبين من أبناء شعبنا يريدون من أجهزتهم الأمنية أكثر كثيراً مما قامت وتقوم به من أداء بطولي رائع.. وهذا من حقهم لا بل ومن حق كل أردني.. لكن المشكلة ليست في هؤلاء وإنما في بعض «الفلاسفة» الذين يغتنمون ظروفاً كهذه الظروف لإستعراض قدرات ألسنتهم وليسوقوا أنفسهم على عباد الله الصالحين وليقدموا خدمات جزيلة للإرهابيين ولأعداء هذا الوطن الغالي وسواءً أكانوا يعلمون أم لا يعلمون.

وهكذا وبما أن الأخطار تحيط ببلدنا، الصامد بعناية الله وبحماية جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، من كل جانب فإنه على هؤلاء «الفلاسفة» تجار الكلام الفارغ أن يدركوا أنهم برواياتهم الخيالية وبتحليلاتهم السقيمة عما جرى في الكرك العزيزة يصبون الزيت على النار ويخدمون القتلة والمجرمين الذين باعوا ضمائرهم وأستهدفوا بلد من المفترض أنه بلدهم لحساب مؤامرة دولية ينفذها هذا التنظيم الذي إسمه «داعش»!!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة