الأحد 2024-11-24 04:07 م
 

لماذا سكت الشارع المصري؟

07:35 ص

مع أنه لم يتحرك لدعم القدس شعبياً سوى شوارع الاردن وفلسطين، فقد تساءل البعض عن الأسباب التي
جعلت الشارع المصري بالذات يسكت تجاه قرار الرئيس الاميركي ترمب اكتفاء بوسائل الإعلام.

اضافة اعلان


ذهب هؤلاء مذاهب شتى في تفسير هذا الصمت المفترض مع أن مصر تقوم عادة بدور قيادي في القضايا
العربية.


عدم القيام بمظاهرات صاخبة في المدن المصرية تدين القرار الأميركي الأهوج ربما يعود للتخوف من قيام
منظمات الاخوان المسلمين بركوب الموجه، وانتهاز الفرصة، ليس لإدانة قرار ترمب، بل للتشويش على النظام
وإعادة إطلاق اعمال العنف على أمل إسقاط النظام.


ويقول البعض أن الهدوء النسبي في الشارع المصري يعود للتخوف من إمكانية صدور قرار من ترمب بقطع المساعدات المالية والعسكرية التي تناهز 5ر1 مليار دولار سنوياً منذ 38 عاماً. والاقتصاد المصري بحاجة إليها. وفي هذه الحالة فإن عدم اللجوء إلى الإثارة في الشارع يعود لوضع مصلحة مصر أولاً، وهذا حقها.


مع ذلك فإن الهدوء النسبي في الشارع المصري لم يرافقـه صمت في المجالين السياسي والإعلامي، فقد قامت مصر كالمعتاد بدور أكبر بكثير من أدوار معظم الدول العربية الأخرى، وأسهمت في إبراز موقف عربي موحد تجاه ما حدث، أي أنها وضعت وزنها في كفة قضية الشعب الفلسطيني كما كانت تفعل دائماً، وكانت تقدم الضحايا عندما كان الآخرون يقدمون تعليقات سياسية نارية في الفضائيات تدغدغ المشاعر ولا تعطي أية نتائج إيجابية.


العالم العربي اعتمد على الشارع لعدم توفر وسائل أخرى للتعبير ذات جدوى، فكيف يمكن أخذ موقف عربي شامل وفاعل عندما تكون سوريا مدمرة، والعراق يشكل الساحة الخلفية لإيران، والإرهاب يضرب بقوة في سيناء وليبيا، والحرب الطاحنة تستعر في اليمن.


ترمب رأى أن هذا هو الوقت المناسب لإلقاء قنبلته، أي عندما يكون الوطن العربي في أسوأ حالاته، فيقتصر الامر على مظاهرات وإضرابات وهتافات لا تلقى آذاناً صاغية.


تسرب في الاخبار أن ترمب كان قد اتصل بخمسة قادة عرب واطلعهم سلفاً على نيته الاعتراف بالقدس عاصمة يهودية، ظناً منه أن العرب يعارضون في العلن ولكنهم يقبلون الأمر الواقع سراً، لكن ترمب لقي رفضاً من القادة الخمسة وبخاصة رئيس مصر عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك عبد االله الثاني ابن الحسين.


لا مصر ولا غير مصر تملك حق التصرف بهوية القدس وبموقعها كعاصمة للدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين الذي أجمع العالم على قبوله ولم ترفضه سوى إسرائيل.


 

gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة