في أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي انتشر مرض الملاريا في بلدنا وكان أحيانا يفتك بعدد كبير من المواطنين، وللحد من انتشار هذا المرض لم تقم وزارة الصحة بمحاولة قتل البعوض الذي يسبب هذا المرض؛ لأن هذه العملية صعبة ومستحيلة كون البعوض ينتشر في الأجواء ولا يمكن مكافحته، لذلك وضعت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية خطة طويلة الأجل للقضاء على الأماكن التي يضع فيها البعوض بيوضه، مثل البرك الراكدة والمستنقعات، وأنشأت من أجل ذلك دائرة خاصة سمتها دائرة مكافحة الملاريا وزودتها بعدد كبير من الموظفين والعمال، وقامت هذه الدائرة بالكشف عن المواقع التي يضع البعوض بيضه فيها ومن ثم رش هذه الأماكن بالمبيدات الخاصة واستمرت هذه العملية عدة سنوات حتى تم القضاء على هذا المرض بعد تنظيف كل الأماكن التي كان البعوض يضع بيوضه فيها .
في بعض الولايات الأميركية انتشرت حشرة النمل الأحمر وكانت هذه الحشرة تفتك بالزرع وبالنباتات ولا تبقي شيئا أخضر ولم تنفع كل أساليب المكافحة التي اتبعت للقضاء عليها إلى أن اكتشف الباحثون نوعا من الذباب يضع بيوضه على ظهر هذه النملة وعندما تفقس اليرقات تتغذى على النملة نفسها فتموت هذه النملة لذلك قامت الجهات المختصة بتكثير هذا النوع من الذباب في المختبرات وأطلقوها فكانت النتيجة أن قضوا على حشرة النمل الأحمر قضاء تاما .
هذان المثلان ينطبقان تماما على موضوع الإرهاب فهذه الآفة لا يمكن القضاء عليها عن طريق اكتشاف بعض الخلايا النائمة هنا وهناك واعتقال أفرادها أو قتلهم بل يجب البحث عن الطرق والأساليب التي تكافح الفكر والأيدولوجية اللذين يحملونهما، وإذا نجحنا في ذلك فإننا سنصل في النهاية إلى تحقيق الهدف المنشود وهو تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على الفكر الظلامي الذي يحمله هؤلاء الإرهابيون .
إن الإرهابي الذي يفجر نفسه بحزام ناسف لقناعته التامة بأنه سيذهب إلى الجنة ويلتقي مع عشرات الحوريات لا يمكن ثنيه عن ممارسة هذا العمل إلا إذا نزعنا هذه الأفكار من رأسه، وهذا لن يتم إلا إذا أبعدنا عنه الافكار التي تدعو إلى القتل وتكفير الآخر والتي مع الأسف موجودة في بعض المراكز، وإذا لم تكن موجودة فإن هناك أساتذة يدرسونها ويقنعون الأطفال بصحتها؛ فيشب الطفل عن الطوق ويكبر وهو يحمل هذه الأفكار فيصبح مشروعا ارهابيا عن قناعة وسبق الإصرار؛ لأنه تربى على هذه الأفكار .
إن أردنا مكافحة الإرهاب فلنبدأ بتجفيف منابعه، ونحن جميعا نعرف هذه المنابع وأين توجد وهذا العمل يحتاج إلى قرار جريء جدا وإلا سنصبح كمن يخض الماء بالماء.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو