بعدما تحمّلَ الأردن كلّ ما تحمّله بالنسبة لاستقبال كل هذه الأعداد من الأشقاء السوريين، الذين لم يلزّهم على المر إلا الأمرّ منه، فقط كان علينا أن نتجنب أي إجراءات ارتجالية غير مدروسة أضاعت إن ليس كل فبعض ما حصل عليه بلدنا من سمعة طيبة في هذا المجال الإنساني منذ عام 1948، وربما قبل ذلك عندما فتح الأبواب لأشقائه الفلسطينيين، الذين هم منّا ونحن منهم، عندما أخرجوا من ديارهم ووطنهم ووطن آبائهم وأجدادهم وعندما نثرتهم المؤامرة الكونيّة التاريخيّة في أربع رياح الأرض وكان لهذا البلد المضياف الطيب منهم النصيب الأكبر.
نحن نعرف أنّ هذه الأعداد من الأشقاء السوريين، الذين أجبرهم هذا النظام البائس على مغادرة بلدهم سوريا الغنية العظيمة لتحقيق ما سمّاه بشار الأسد: «الإنسجام الاجتماعي»، كان بإمكان بعضهم أن يبقوا في بلدهم وأن يتجنّبوا اللجوء ومشقّة التشرّد والغربة لكن وفي كل الأحوال فإنه علينا أن ندرك أن غالبية هؤلاء قد اقتلعوا من بلدهم بالقوة وأن المؤامرة المذهبية والطائفية قد رمتْ بهم خارج وطنهم وأنه لم يكن بإمكان الأردن إلّا استقبالهم كما كان استقبل الأشقاء الفلسطنيين ولاحقا العراقيين واليمنيين وبعض الليبيين والسودانيين وسابقا قبل أن يصبح هذا البلد دولة الشراكسة والشيشانيين والداغستانيين وغيرهم.
ونحن نعرف أيضا أن هذا النظام الذي رفع لاحقا شعار: «الإنسجام الاجتماعي» قد اتّبعَ ومنذ البدايات، منذ عام 2011، سياسة تهجيرية - اجتثاثيّة للضغط على الدول المجاورة، والأردن في مقدّمتها، وعلى الدول البعيدة لمعاداة حتى المعارضة السورية المعتدلة واعتبارها مجموعات ارهابية هي المسؤولة عن كل هذا التهجير الذي وصل إلى أرقام فلكية، وحقيقة أنه حقّق بعض النجاحات في هذا المجال رغم أن العالم كلّه قد أدرك أنه هو المسؤول عن كل هذه المذابح وعن كل هذا التدمير وعن استخدام الغازات السامة والأسلحة المحرّمة دولياً و»خان شيخون» شاهدٌ على هذا من أجل تحقيق معادلة «الإنسجام الإجتماعي» والطائفية والمذهبية الحقيرة.
ويقيناً، إنه كان يجب، بعدما تحمّل الأردن كل ما تحمّله، أن يكون التعامل مع اللجوء غير المبرّر وسواء أكان كثيراً أو قليلاً بكل حرصٍ وبتمهيدٍ إعلاميٍ وحتى بالإستعانة بالأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدوليّة المعنية حتى لا يواجه كل هذا الذي واجهه والذي لا يزال يواجهه وحتى يتجنّب حملات التشويه التي تعرض لها التي شعر بها الأردنيون، إن منْ يعيشون في ديارهم المقربة وإن منْ منهم من «صدف» إن كان في بعض الدول الغربية.
لقد كان على المعنيّين الأردنيين أن يتجنّبوا هذه الأساليب الإرتجالية التي استدرجت كل هذه الإتهامات الظالمة لبلد تحمّل في هذا المجال ما لم تتحمّله رواسي الجبال، وكان عليهم أن لا يباغتوا العالم بما أقدموا عليه... والمفترض تفادياً للأساليب التبريرية اللاحقة غير المقنعة أن يكلّفوا الجهات الدولية المعنية بمهمة تحديد ومعرفة مَنْ مِنْ هؤلاء اللاجئين لم يكن لجوؤهم مبرراً، وأنه لم يعد مبرراً وسواء أكانوا أعداداً كثيرة أم قليلة، وكل هذا مع ضرورة اللجوء إلى الإيضاحات الإعلامية المسبقة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو