المشكلة في المفاوضات «النووية» الأميركية – الإيرانية أنه كلما ساد اعتقاد بأنها قد اقتربت من نهايتها تبدأ من جديد وربما من نقطة الصفر وكل هذا وبؤر هذه المنطقة المشتعلة تزداد اشتعالاً وتتزايد في كل يوم تأخير أعداد القتلى ويزداد الدمار والخراب فالمعروف أن المتفاوضين لا تهمهم كل هذه الدماء, التي تنزف في العديد من دول الشرق الأوسط التي ابتليت بأنها أصبحت فرق حسابات بين واشنطن وطهران, بقدر ما تهمهم مصالحهم وما من الممكن أن ينتزعه كلُّ طرف من الطرف الآخر .
المفترض أن تنتهي هذه المفاوضات في نهاية هذا الشهر, يونيو (حزيران) لكن يبدو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي ينتظر جائزة «نوبل» على أحرِّ من الجمر ليس لديه مانع من أن يستجيب لرغبة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الذي قال: ما الذي يمنع من تمديد هذه المفاوضات بضعة أيام إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق جيد ؟!
وحقيقة أنه بالنسبة لنا كعرب لا يضيرنا أن يبقى المتفاوضون يتفاوضون لعشرين سنة وأكثر لو أنه ليست هناك دماء عربية تنزف في العراق وفي سوريا وأيضاً في اليمن كانعكاس لكل هذه المفاوضات ونظراً لأن كل طرفٍ من هذين الطرفين, الولايات المتحدة وإيران, يسعى لتحسين مواقعه التفاوضية من خلال الضغط على الطرف الآخر في ساحة الصراع التي غدت تحتل معظم دول هذه المنطقة.. فنحن كعرب من يدفع ثمن تمديد هذه المفاوضات بينما المستفيد الوحيد الذي هو إسرائيل يتابع الأمور بمتعة وارتياح وكأنه يتابع مباراة ودية لكرة القدم أو لكرة الطاولة .
غير معروف, هذا إذا استبعدنا العامل الإسرائيلي, لماذا يستقتل الأميركيون كل هذا الاستقتال لإيقاف البرنامج النووي الإيراني فهم يعرفون أن العديد من دول هذه المنطقة باتت تمتلك القنبلة الذرية, باكستان والهند وإسرائيل, وهم يعرفون أيضاً أنه لا يمكن أن تفكر أيٌّ من هذه الدول في استخدام هذه القنبلة التي لم تستخدم منذ «اختراعها» وإنتاجها إلَّا مرة واحدة وهي عندما استخدمتها الولايات المتحدة في هيروشيما وناجازاكي في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية .
وهنا فإنه بالإمكان الإشارة إلى أن إسرائيل قد أنشأت مفاعل «ديمونا» قبل نحو نصف قرن وأنها كانت أول دولة تمتلك القنبلة النووية في هذه المنطقة الممتدة من شواطئ البحر المتوسط الشرقية وحتى سور الصين العظيم لكن ومع ذلك فإنه ما كان من الممكن أن تفكر في استخدام هذه القنبلة إلَّا في حالة تعرض الإسرائيليين للفناء النهائي وحقيقة إن هذا غير وارد ثم وحتى إذا كان وارداً فإن الولايات المتحدة ومعها كل الدول الكبرى لديها من وسائل الردع ما يجعل هذا مستحيلاً وغير وارد .
وأخيراً فإن الأميركيين لابد وأنهم يعرفون إن ما يهمنا كعرب بالنسبة لهذه المفاوضات هو أن لا ندفع ثمنها من دماء أبنائنا وهو ألَّا تعطى إيران وفقاً لها مجالات حيوية في منطقتنا العربية وهو ألَّا «تسلِّم» واشنطن للإيرانيين باحتلالهم للعراق واحتلالهم لسوريا وبتماديهم في التوغل في اليمن.. إن هذا هو ما يهمنا.. وما عدا ذلك فإنه بإمكانهم يتفاوضوا حتى يوم القيامة .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو