هناك عدد لايستهان به من المؤشرات الاقتصادية والسكانية لاتقدم صورة كافية لما يجري في الاقتصاد والمجتمع بشكل عام، ومن هذه المؤشرات متوسط حصة الفرد من الناتج المحلي الاجمالي(Per capita GDP)، وهي حصيلة تقسيم الناتج المحلي الاجمالي على عدد السكان في دولة ما، وعادة تكون النتيجة سنويا في الزيادة نظرا لارتفاع معدل النمو الاقتصادي اكثر من النمو الديمغرافي، وفي حال توافر عدالة التوزيع في الاقتصاد نجد انعكاس النمو الاقتصادي على السكان بشكل متوازن، وفي دول اخرى بالرغم من ارتفاع النمو بشكل جيد الا ان الفقر والبطالة اما يستقران عند مستويات مرتفعة او يرتفعان اكثر، وفي هذه الحالة فإن المجتمع يعاني من تشوهات اقتصادية اجتماعية جراء تركز النمو في قطاعات محدودة و/ او محافظات معينة.
ومن المؤشرات المتعلقة بقطاع البناء والتشييد ترتفع احيانا عدد رخص الأبنية وهذا لايعني بالضرورة ان القطاع يشهد انتعاشا، فالمؤشر الاكثر صدقية انجاز المشاريع وحصولها على اذون الاشغال في فترة محددة تمهيدا لاشغالها من الساكنين والمستثمرين، وفي احدث ارقام رسمية عن قطاع البناء فقد بلغ إجمالي عدد رخص الأبنية الصادرة في المملكة 22 الف رخصة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، مقارنة مع 19 الف رخصة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بارتفاع نسبته 16 في المئة.
فالمتابع لما يجري في القطاع يعتقد ان هناك طفرة في البناء وبالتالي تداول العقارات ومن الطبيعي ان ينعكس ايجابا على العرض والطلب، بينما في واقع الحال نجد انخفاض حجم التداول في سوق العقار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2017 بنسبة 17% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2016، لذلك المؤشرات التي تنشر تحتاج الى بيوت خبرة لتحليلها واستخراج النتائج الحقيقية لاداء القطاعات الاقتصادية بحياد ودقة ونزاهة، والمساهمة في بناء ثقافة اقتصادية في المجتمع.
وفي هذا السياق فإن اقتراب المؤشرات الرئيسة من واقع معيشة المواطنين والمستهلكين تكون معظم المؤشرات غير انتقائية وغير موجهة، ومعها تتعزز الثقة بين المواطنين والحكومات، وتكون معالجة المشكلات اسهل واقل كلفة، وعندما تبتعد المؤشرات عن الواقع الاقتصادي ومستويات معيشة العامة نجد فجوة الثقة تتعمق بين الناس والجهاز التنفيذي، عندها تكون تكلفة معالجة المشاكل اكبر واكثر تعقيدا، وهذا تم تسجيله خلال السنوات القليلة الماضية.
ومن مظاهر فجوة الثقة في المجتمع انتشار الإشاعات بشكل كبير، إذ يختلط الحابل بالنابل وهذا غير صحي وينذر بمشاكل معقدة قد لايمكن علاجها، لذلك لابد من اشاعة الافصاح بدقة وبسرعة لترميم الثقة وهذا افضل علاج في هذه المرحلة الصعبة التي نشهدها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو