حتى لو حلفوا وأقسموا بـ»أغلظ الأيمان» وهم يمسكون بـ «أستار الكعبة» فإن كل معنيٍّ وكل ومتابع لا يمكن أن يصدق أن دعوة محمود الزهار إلى تشكيل حكومة في غزة مقابل حكومة رام االله، التي من المفترض أنها حكومة الضفة الغربية و»القطاع» أيضاً ليست بقرار من حركة «حماس» التي كما هو معروف قد تراجعت عن توجهاتها الوحدوية تلاؤماً مع إنحيازاتها العربية والإقليمية وأيضاً طمعاً في أن تصبح دولة نفطية و»غازية» طالما أنه ثبت، ومنذ سنوات مبكرة، أن مخزون شواطىء «القطاع» من مصادر الطاقة أكثر من مخزون الشواطىء اللبنانية والقبرصية.. والإسرائيلية أيضاً.
إن الأخطر في هذه «الدعوة»، أي دعوة العودة إلى الإنقسام والتشطير وتشكيل حكومة «حماسية» في غزة، هي أنها قد جاءت قبل أن يتلاشى صدى مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لمجلس الأمن بعقد مؤتمر دولي لحل فلسطيني – إسرائيلي، وفقاً لتنازلات متبادلة وتجميد قرارات دونالد ترمب بالإعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل مما يعزز القناعة بأن حركة المقاومة الإسلامية، التي كانت طالبت بالإنسحاب من إتفاقيات أوسلو، تقصدت وضع حجة في يد بنيامين نتنياهو لرفض هذا المؤتمر المنشود الذي أيدته كل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع تردد الولايات المتحدة الأميركية.
كان المقصود من إنهاء الإنقسام الفلسطيني، الذي ترتب على ذلك الإنقلاب العسكري الدموي الذي نفذته «حماس» ضد السلطة الوطنية الفلسطينية وضد منظمة التحرير وحركة «فتح» في عام 2007 ،إنهاء «ذريعة» الإسرائيليين القائلة أنهم لا يعرفون مع أي طرف يتفاوضون هل مع «جماعة رام االله» أم مع «جماعة غزة»؟! وهكذا وعندما تنوي حركة المقاومة الإسلامية بناءً على دعوة محمود الزهار المشار إليها آنفاً تشكيل حكومة خاصة بها غير الحكومة التي يرأسها رامي الحمدالله فإنها تضع في يد بنيامين نتنياهو العذر الذي يريده للتخلص من المؤتمر الدولي الذي دعا لإنعقاده (أبو مازن) بموافقة دولية من ضمنها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن
الدولي مع تردد الولايات المتحدة التي طالبت بشروط تعطيلية!!.
والحقيقة أن «حماس»، التي هي الجناح العسكري للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ضد العملية السلمية سواءً وفقاً لإتفاقيات أوسلو أو وفقاً لغيرها وهناك من يعتقد أن هذه الحركة مع أن تقوم الدولة الفلسطينية المنشودة في قطاع غزة مضافاً إليه بعضاً من سيناء التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1948 بل وأكثر من هذا فإن هناك من يقول أن حركة المقاومة الإسلامية، تلاؤماً مع وجهة نظر الإخوان المسلمين (التنظيم العالمي)، ليس لديها أي مانع من إستبدال الضفة الغربية بسيناء كلها أو بعضها ومعها الشريط المحاذي لقطاع غزة الذي يسمى سيناء الإسرائيلية.. واالله أعلم!!.
والمهم أن المفترض ألا تستطيع «حماس» سواءً بتناغم مباشر أو غير مباشر مع بنيامين نتنياهو وحكومته بتعطيل هذا المؤتمر الدولي المنشود، الذي دعا إليه (أبومازن)، فالمفاوض في هذا المؤتمر وغيره لن يكون أي حكومة فلسطينية سواءً كانت في رام االله أو في غزة أو كانت حكومة وحدة وطنية فهناك، كما هو معروف، إعتراف دولي وعربي وإسلامي بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهذا بالتأكيد يعرفه رئيس الوزراء الإسرائيلي لكنه وفي كل الأحوال سيعتبرها هدية مجزية ان تنساق «حماس» وراء محمود الزهار وتشكل حكومتها الغزية وتطوي صفحة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو