ورغم هذا الواقع الدموي القاسي، تواصل إدارة المهرجان للعام الثاني على التوالي تحدي المأساة بالأمل، إذ حافظت على برنامج ثقافي وفني ملتزم، يستنطق هموم الناس، ويرفع صوت الوجع العربي، دون أن يسقط في فخ الترف أو الابتذال.
وتحت شعار "هنا الأردن.. ومجده مستمر"، تؤكد الدورة الحالية أن جرش ليست مجرد مهرجان، بل رسالة حضارية، وأن الثقافة الأردنية قادرة على تجديد ذاتها رغم المحن، والانتصار لقيم الجمال والمعنى.
ما يميز هذه الدورة من مهرجان جرش ليس فقط حجم المشاركات أو أسماء الفنانين، بل الرسالة التي يحملها المهرجان هذا العام، وهي أن الثقافة مقاومة، وأن الصوت الذي يخرج من مدينة جرش الأثرية، لا بد أن يصل صداه إلى أحياء غزة الجريحة، وإلى كل من لا يزال يؤمن بأن الفن الحقيقي يملك القدرة على التضميد لا التزييف.
وقد حرصت إدارة المهرجان، على أن تتضمن الفعاليات أمسيات شعرية، وعروضا مسرحية، ومعارض تراثية، وغنائية، تستلهم الروح الوطنية والهوية الثقافية للمنطقة، وتؤكد أن الأردن، الأقرب إلى فلسطين جغرافيا ووجدانيًا، لا يزال وفيا لرسالته القومية والإنسانية.
إن إقامة مهرجان ثقافي بحجم "جرش" في هذا الوقت بالذات، هو فعل مقاومة بامتياز، لا يقل أهمية عن أي شكل من أشكال التعبير عن التضامن. فالثقافة هنا لا تقفز فوق الجراح، بل تتقاطع معها وتصر على رواية الحقيقة من زوايا الفن والشعر والموسيقى.
وفي الوقت الذي يصمت فيه العالم أو يتواطأ، تبقى المهرجانات الثقافية مثل "جرش" مساحات نادرة للنبل الإنساني، وللإيمان بأن الحضارة لا تنكسر تحت القنابل، بل تعاندها بالغناء والقصيدة والمسرح، مجسدة بحق شعار المهرجان: "هنا الأردن.. ومجده مستمر".
-
أخبار متعلقة
-
سماوي: "مهرجان جرش" حقق نجاحا كبيرا بشهادة الضيوف العرب والأجانب
-
سفارة جورجيا تعبر عن تقديرها للأردن في إنجاح فعاليات الباليه الجورجي بجرش
-
سفارة جورجيا تعبر عن تقديرها للأردن في إنجاح فعاليات الباليه الجورجي بجرش
-
نصف مليون زائر لمهرجان جرش في دورته الـ39
-
أصالة نصري تختتم ليالي جرش بتألق كبير وسط آلاف الحضور
-
الفنانة الاردنية مكادي نحاس تلهب ختام فعاليات الساحة الرئيسة بجرش 39
-
ندوة "جماليات المكان" تستعرض تاريخ مدينة معان وتراثها الثقافي
-
بانوراما "رجالات جرش" تسهم في توثيق الذاكرة الوطنية