الوكيل الإخباري- تمثل أنظمة التوقيت الصيفي والشتوي آلية زمنية تتبناها العديد من الدول حول العالم، والتي تستند إلى تقديم الساعة في فصل الصيف وتأخيرها في فصل الشتاء، بهدف التكيّف مع تغيرات طول النهار على مدار العام. ويعود السبب الرئيسي لاعتماد هذه الأنظمة إلى رغبة الدول في توفير الطاقة وتعزيز كفاءة استغلال ضوء النهار، خاصةً في أوقات الذروة الصيفية والشتوية.
ولفت المتخصص في علوم الفضاء والفلك الاستاذ الدكتور علي الطعاني بأن التوقيت الصيفي يعتمد بشكل أساسي على التباين في طول النهار بين فصلي الصيف والشتاء. فخلال ذروة الانقلاب الصيفي، في حزيران، يصل طول النهار إلى حوالي 17 ساعة، ما يعني توفر ساعات طويلة من ضوء النهار. في المقابل، خلال ذروة الانقلاب الشتوي، في أواخر كانون الأول، يتراجع طول النهار إلى نحو 8 ساعات فقط، مما يزيد من الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية خلال فترة أطول من اليوم.
يهدف التوقيت الصيفي إلى تمكين الأفراد من بدء أنشطتهم اليومية بوقت مبكر، وبالتالي الاستفادة من ضوء النهار الطبيعي وتقليل الاعتماد على الإنارة الاصطناعية. أما التوقيت الشتوي، فيعيد الساعة إلى وضعها الطبيعي مع قصر ساعات النهار، ليكون مناسبًا مع النمط الشتوي الذي يتسم ببقاء الأفراد في المنازل لفترات أطول، ويخفف من الأثر النفسي لتقصير النهار في الشتاء.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية
وقال الطعاني ان اعتماد التوقيت الصيفي والشتوي له تأثيرات اقتصادية ملحوظة، حيث إن تقديم الساعة في فصل الصيف يساهم في تخفيض استهلاك الطاقة المستخدمة في الإضاءة خلال المساء. فمع زيادة الاعتماد على ضوء النهار الطبيعي، يمكن تقليل الاستهلاك الطاقي، خاصة في الدول التي تعاني من ارتفاع تكلفة الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر البعض أن التوقيت الصيفي يساعد في تحسين الإنتاجية وزيادة النشاط البدني، إذ يمكّن الأفراد من قضاء وقت أطول في الأنشطة الخارجية، مما يعزز من الصحة العامة ونمط الحياة النشط.
على الجانب الآخر، اوضح الطعاني انه تُسهم بعض الدراسات في تعزيز الجدل حول فعالية النظام، إذ تشير إلى أن الفوائد الطاقية قد تكون ضئيلة، نظرًا للاعتماد الكبير على تكييف الهواء خلال فصل الصيف في العديد من الدول، والذي يستهلك الطاقة بقدر ما توفّره الإضاءة. كما أن هذا التغيير المتكرر بين التوقيتين يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية لدى الأفراد، مما قد يؤثر على النوم والصحة العامة.
تأثيرات التغيير السنوي بين التوقيتين
اشار الطعاني انه بالرغم من الفوائد المحتملة للتوقيت الصيفي، إلا أن التغيير السنوي بين التوقيتين يخلق تحديات عملية، خصوصًا في المجالات التي تعتمد على التوقيتات الدولية الثابتة، مثل مواعيد الطيران وبرمجيات حساب أوقات الصلاة، إلى جانب بعض الأجهزة الطبية التي تتأثر بتغيير التوقيت. كما يتسبب هذا التغيير الموسمي في إرباك جدول الأعمال العالمي، إذ تواجه المؤسسات والشركات الدولية صعوبة في التنسيق مع شركائها في الدول التي تعتمد نظام التوقيت الصيفي والشتوي.
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي هذه التغييرات إلى اضطراب الساعة البيولوجية لدى الأفراد، حيث يجد العديد من الناس صعوبة في التأقلم مع تقديم أو تأخير الساعة، مما قد يؤدي إلى تدهور جودة النوم وزيادة مستويات الإجهاد والتوتر، خاصة في الفترات الأولى بعد التغيير.
الحلول المقترحة
وقال الطعاني انه اقترح بعض الخبراء بدائل للتغلب على تحديات التوقيت الصيفي والشتوي، ومنها اعتماد توقيت وسطي ثابت يزيد بمقدار ساعتين ونصف عن توقيت غرينتش، بحيث يكون بمثابة حل وسط يلائم طبيعة الحياة اليومية في بلاد الشام، ويعزز ثبات الأنشطة دون الحاجة إلى التغيير الموسمي. ويعتقد البعض أن هذا النظام سيسهم في تقليل الارتباك الناتج عن تقديم وتأخير الساعة، ويجعل توقيت شروق وغروب الشمس أقرب للوقت الطبيعي.
-
أخبار متعلقة
-
الدبعي يرعى انطلاق الملتقى الرابع للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية
-
الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء عصر اليوم (أماكن المصليات)
-
وزير الثقافة يكرم مدير معرض الكتاب الدولي في الكويت
-
نصف مليون دينار على الأقل قيمة خسائر حريق البالة في إربد
-
اجتماع لمجلس التطوير التربوي بمديرية التربية في لواء الكورة
-
الدكتورة الاردنية الإمام تفوز بجائزة الألكسو للإبداع والابتكار
-
الخطوط القطرية تخفض أسعار رحلاتها بين عمان والدوحة
-
زراعة الوسطية تدعو المزارعين لتقليم أشجار الزيتون