وتكتسب زيارة جلالته إلى واشنطن هذه المرة، اهمية استثنائية لجهة توقيتها والملفات والقضايا التي تتناولها، والتي تأتي بعد سنوات طوال من الازمات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة وانعكاساتها الوخيمة على الكثير من دولها، جراء سياسات الإدارة الأميركية السابقة وتخليها عن دورها في رعاية العملية السلمية على اساس حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ووفق عدد من السياسيين، فإن اللقاء سيكون مهما على كل المستويات، وسيتناول سبل احداث انطلاقة في العملية السلمية بعد سنوات من الجمود التي شهدتها، لتجنيب المنطقة انفجار ازمات ومواجهات جديدة.
وزير الثقافة السابق الدكتور باسم الطويسي، قال: زيارة جلالة الملك إلى الولايات المتحدة تحمل دلالات سياسية عدة بالنسبة للأردن والإقليم، لا سيما أنها أول زيارة لزعيم عربي في عهد الإدارة الأميركية الجديدة؛ وتأتي بعد مرحلة من الفوضى السياسية والانحياز الاميركي لصالح إسرائيل في عهد الإدارة الجمهورية السابقة.
وأشار إلى أن الأردن واجه خلال السنوات الماضية بقوة وإرادة صلبة ما سمي بـ “صفقة القرن”، التي شكلت أحد أكبر التحديات المصيرية، التي يواجهها الأردن واستطاع تجاوزها، حيث تشكلت بيئة معادية للمصالح الأردنية في أوساط بعض ممثلي النخبة الأميركية في ذلك الوقت، في المقابل كان رهان الأردن على المؤسسات الأميركية، التي تقدر دوره الاستراتيجي في المنطقة باعتباره أحد ضمانات الاستقرار فيها.
واضاف أن جلالة الملك يحمل في هذه الزيارة التاريخية ملفات عدة، على رأسها القضية الفلسطينية وأزمات المنطقة، علاوة على ملف التعاون الثنائي والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ما يؤكد اهمية الدور الذي تضطلع به الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك وانتصارها للقيم الوطنية والقومية، ورفضها لكل ما يتعارض ومصالحها العليا، واستخدامها أدوات الدبلوماسية والسياسة الدولية في حماية تلك المصالح وتعزيز قيم التعاون والحوار.
الأكاديمي والكاتب السياسي الدكتور عبد الحكيم الحسبان، قال إن زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني تأتي بعد مرحلة صعبة وازمات عدة شهدتها المنطقة القت بظلالها على العلاقات الأردنية الأميركية في عهد الإدارة الأميركية السابقة، تم خلالها ممارسة ضغوط على الأردن؛ لتغيير مواقفه السياسية والقومية العربية تجاه أهم القضايا المصيرية؛ القضية الفلسطينية، وما شهدته من تضييق على الاقتصاد، وأمام كل هذه الضغوط كانت لاءات الملك الثلاثة حاضرة وثابتة لا تتغير.
واعتبر الزيارة سياسية اقتصادية بامتياز، مرتبطة بالتغييرات التي شهدتها المنطقة، وسوء المآل الذي وصل اليه نموذج السلام بعد الانتكاسات المتلاحقة والجمود الذي غيب العملية السلمية، وذلك لرسم ملامح التوجهات المستقبلية واعادة اطلاق جهود العملية السلمية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على اساس حل الدولتين.
وقال إن الشعب الأردني موحد اليوم خلف جلالته ويدعم قراراته ومواقفه المنافحة عن مصالح الاردن وخياراته وقضيته الأساسية في فلسطين والقدس والوصاية على مقدساتها.
من جهته، قال الكاتب السياسي، عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القطاطشة، إن لقاء جلالته المرتقب مع الرئيس الاميركي واركان ادارته يحمل الكثير من الدلالات والرسائل للداخل والخارج، لعل اولاها أن يكون جلالة الملك اول زعيم من منطقة الشرق الأوسط يزور البيت الأبيض زمن ادارته الجديدة واللقاء مع الرئيس بايدن واركان ادارته، مشيرا الى العلاقة التاريخية والاستراتيجية والمصالح المشتركة بين الأردن والولايات المتحدة.
واضاف أن الإدارة الأميركية الجديدة تدرك الاهمية الاستراتيجية للأردن ودوره المؤثر في المنطقة، فضلا عن دوره المحوري في القضية الفلسطينية ودرتها القدس ومقدساتها، وتمسكه بحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع واقامة السلام الشامل والعادل الذي يرتضيه الفلسطينيون وشعوب المنطقة.
وأشار إلى لاءات الملك الثلاثة، ورفض الاردن الشديد لأية حلول لا تلبي مصالح الاردن العليا وتطلعات الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
-
أخبار متعلقة
-
إيقاف العمل في المركز الصحي الشامل بجرش
-
طواقم سير المفرق تعيد مبلغ 1800 دينار لسيدة عربية فقدته بسيارة أجرة
-
الأردن يعزي مصر
-
ترامب: يجب أن تظهر نتائج الانتخابات الليلة
-
الملك يتوجه إلى لندن في زيارة عمل
-
الملكة تزور مركز تمكين المجتمعات وتلتقي أفراد من المجتمع المحلي في العقبة
-
الملك: الأردن سيبقى دائما بأمان بوجود نشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية
-
المعايطة: سنعمل على تطوير الإجراءات الناظمة لاعتماد الصحفيين