الوكيل الإخباري - بدأ اليورو رحلة الهبوط أمام الدولار بعد أن وصل إلى ذروته عند 1.6 دولار في يوليو 2008 أي قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية.
تخللت هذه السنوات الطويلة مجموعة من الأحداث المهمة التي بدأت من الأزمة المالية العالمية مرورا بأزمة الديون السيادية الأوروبية ثم أزمة وباء كورونا وأخيرا الأزمة الأوكرانية.
في حين أن موجة الهبوط الأخيرة لليورو ترجع لثلاثة عوامل رئيسية:
العامل الأول: أزمة الطاقة في أوروبا التي بدأت قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
فأسعار الغاز الأوروبية قفزت إلى مستويات قياسية العام الماضي بعد سلسلة من الأحداث فإمدادات الغاز الطبيعي لم تكن كافية لتلبية الطلب العالمي مع عودة فتح الاقتصادات الكبرى بعد الموجة الأولى من وباء كورونا.
فيما أدى الجفاف في البرازيل إلى تقويض قدرة محطات الطاقة الكهرومائية مما دفعها إلى استيراد الغاز بأعلى وتيرة على الإطلاق الأمر الذي دعم الطلب وساهم في زيادة الأسعار.
أضف إلى ذلك الشتاء الطويل الذي استهلك المخزونات في أوروبا والذي وصل إلى مستويات تاريخية متدنية، بالتزامن مع نقص إمدادات الغاز الروسي لتلبية الطلب المحلي.
العامل الثاني: ديناميكات النمو وتحركات البنك المركزي الأوروبي
بنية منطقة اليورو الاقتصادية – 19 دولة بـ19 وزير مالية وبنك مركزي واحد- تعاني تباينا في الأداء سواء على المستوى الاقتصادي والنمو أو على مستوى السياسات المالية التي تختلف من دولة لأخرى رغم وضع قواعد منظمة للمالية العامة.
وهذا يتسبب في معضلة أخرى، وهو بطء البنك المركزي الأوروبي في اتخاذ قرارات السياسة النقدية المناسبة التي تدعم تحقيق مستهدف البنك لاستقرار التضخم عند مستوى 2% على المدى المتوسط.
هذه المعضلة لاتزال قائمة وتجلت إبان الأزمة المالية وأزمة الديون السيادية قبل عشرة أعوام.
أما في الوقت الراهن فإن التقدير الخاطئ للبنك المركزي الأوروبي لتوقعات التضخم والتقليل أو عدم توقع بعض التطورات مثل الحرب أو أزمة الطاقة ساهم في تسارع التضخم ليصل إلى مستويات قياسية جديدة.
فالتضخم ارتفع بأربعة أمثال المستوى المستهدف لاستقرار الأسعار بعد أن سجل مستوى قياسيا جديدا عند 8.6% في يونيو الماضي.
وهذا الارتفاع القياسي للتضخم يضع البنك المركزي الأوروبي في مأزق، فمن ناحية يجب عليه كبح مستويات التضخم ومن ناحية أخرى دعم الاقتصاد الذي يواجه شبح الركود بسبب أزمة الطاقة.
البنك الأوروبي يعتزم رفع الفائدة للمرة الأولى منذ 2011 خلال اجتماع يوليو الحالي بنسبة 0.25% ثم رفع آخر في سبتمبر وتبني مسار تدريجي لزيادة الفائدة بعد ذلك.
ومع ذلك فإن النمو الاقتصادي الضعيف قد يجبر البنك على زيادة الفائدة بوتيرة بطيئة مما يوسع الهوة مع البنوك المركزية الرئيسية الأخرى لاسيما البنك الاحتياطي الفيدرالي ويجعل اليورو أقل جاذبية للمستثمرين.
العامل الثالث: قوة الدولار الأميركي
الدولار الأميركي لايزال العملة الأقوى أمام العملات الرئيسية الأخرى وعلى رأسها اليورو.. فالعملة الخضراء استفادت من تسريع الفيدرالي لرفع الفائدة بـأعلى وتيرة منذ ثلاثة عقود.
في حين أدت الأزمة الأوكرانية ومخاوف ضعف الاقتصاد العالمي إلى الإقبال على الدولار كملاذ آمن للاستثمار في أوقات الأزمات.
ولتبسيط ذلك، تخيل أن لديك أموالا فائضة وتفاضل بين فتح وديعة بالدولار تمنحك عائدا بـ1.75% على أموالك وبين وديعة باليورو تخصم منك 0.5% على أموالك. فأيهما تختار؟ ( سكاي نيوز)
-
أخبار متعلقة
-
الذهب عالمياً يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في عام
-
النفط عالميا يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية
-
ارتفاعات جماعية لأسواق الأسهم الأوروبية عند الإغلاق
-
تراجع مؤشر نازداك الأميركي
-
بتكوين تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب
-
روسيا والجزائر تتصدران قائمة مورّدي الغاز إلى الاتحاد الأوروبي
-
الصين تعلن اكتشاف احتياطيات من الذهب بقيمة 82.8 مليار دولار
-
اليابان .. 141 مليار دولار حزمة تمويل جديدة لتحفيز الاقتصاد