الجمعة 2024-11-22 22:50 م

قطعوا إجازاتهم ورحلوا.. دموع وغصات في مطار بيروت

10:02 م

الوكيل الإخباري - تشهد صالة المغادرة في مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت ازدحاما للبنانيين المغادرين بلادهم في مشهد غير مسبوق، لا يخلو من دموع الحسرة على رحيل قد يكون هذه المرة بالنسبة لكثر فراق طويل، بسبب الأزمات التي تعصف بالبلاد.


على مدار أيام الأسبوع الماضي وفي موعد سابق للمعتاد بالنسبة لبرنامج عودة المغترب اللبناني، أعداد كبيرة من العائلات والشابات والشباب الذين يغادرون بواباب المطار، فيما ذويهم يودعونهم ويرجونهم عدم العودة.


 

لم تبقِ الأزمة مجالا للتمايز الطبقي بين اللبنانيين، فجميعهم سواسية في المعاناة، إذ يبحث الفقير كما الغني عن الكهرباء، ويبحث كلاهما عن الدواء والمحروقات، وقد عطل شح المحروقات دورة اقتصادية كاملة.


ويقول أحد العاملين بالقطاع الخاص، يتقاضى راتبه بالدولار، : "لم تعد تهمني عملة الراتب، معي جنسيتين وأبحث عن عمل في الخارج".

 

وأضاف متسائلا: "لماذا أبقى في بلد يذلني؟، أستيقظ صباحا في العتمة وأحيانا لا أغسل وجهي بسبب انقطاع المياه والكهرباء، وأمضي ساعات على الطريق لأصل إلى مكان العمل في خلدة. يوجعني فقدان الدواء، أخشى على أبنائي، هناك الكثير من القصص لا تنتهي لسبب التفكير بالمغادرة ناهيك عن الخوف من الحصار ولا أحد يشجعك على البقاء".


طلب للعلم

 

 وقالت كارين الحص، وهي مديرة مكتب سفريات في بيروت، : "تفوق أرقام المسافرين الخيال، وخصوصا الذين قرروا مغادرة لبنان دون عودة. معظم هؤلاء عائلات، منهم من توجه إلى الأردن ومصر، لكن الغالبية اتجهت نحو تركيا والهدف تعليم أولادهم. لا يريدون لأبنائهم الموت عند محطة بنزين".


ويخيم الإحباط على اللبنانيين في المطار، حيث تكتظ صالات المغادرة إثر موسم عودة المغتربين، الذين قطعوا إجازاتهم واستبدلوا حجوزاتهم بعد أن كانت مقررة منتصف شهر سبتمبر المقبل.

 

من جانبها، قالت عائلة الأسعد العائدة إلى دولة عربية بعد قطع إجازتها: "عائدون وفي قلوبنا حسرة أكبر من تلك التي حملناها بحقائب الأدوية أثناء قدومنا. لم نكن نقدر كل هذا الذل علما أننا شاهدناه عبر الإعلام. عشناه وشعرنا بمرارة الغربة في لبنان وها نحن عند بوابة المغادرة قبل موعد نهاية إجازتنا بعشرين يوما. يكفينا ألما".


وتعليقا على مشهد بوابات المغادرة في مطار رفيق الحريري الدولي، قال نقيب مكاتب السفر في لبنان، جان عبود، : "اللبنانيون قطعوا إجازاتهم ليعودوا من حيثما أتوا، إذ كان من المقرر أن يبقوا في البلاد حتى الثاني عشر من سبتمبر أو حتى نهايته، لكن وبسبب ما عاشوه من أزمات، وعدم الشعور بالأمان، شهدت الحجوزات مسارا غير مسبوق بالتغييرات وتقديم موعد السفر".

 

سكاي نيوز 




gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة