الجمعة 2024-10-04 20:13 م

"نشعر بالأمان هنا".. ملاهي بيروت الليلية تستقبل النازحين

من المصدر
03:35 م

الوكيل الإخباري-   عند مدخل ملهى ليلي في وسط بيروت، تقول لوحة كبيرة بالإنجليزية "قواعد اللباس: أنيقة وغير رسمية".. لكن نزلاء الملهى اليوم نازحون من مناطق تتعرّض لقصف إسرائيلي هربوا بما عليهم من ملابس خوفاً من الموت.



عوضاً عن زبائنه السابقين المرفهين، يستضيف ملهى "ذا سكين"، وهو "المكان الذي يجب عدم تفويت رؤيته في بيروت" وفق ما يقول أحد المرشدين السياحيين، عائلات نازحة شرّدها القصف المتواصل منذ أكثر من عشرة أيام على الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان وشرقه.

وقالت مديرة الشركة التي تدير الملهى غاييل عيراني لوكالة "فرانس برس": "قرّرنا فتح أبوابنا في يوم الانفجار الكبير (الذي استشهد به الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله) في الضاحية الجنوبية".


وأضافت أن 400 شخص يقيمون راهناً في الملهى الليلي، ناهيك عن العائلات التي تعيش حوله في الخارج.
وعلى سطح ملهى شهير آخر، معروف بـ"سكاي بار" ويطلّ على البحر الأبيض المتوسط، والذي طالما استقبل زبائن بملابس السهرة الأنيقة، هناك اليوم ملابس مغسولة معلّقة لتجفّ في كل مكان على جدار يسوّر شرفة المبنى الأسود الكبير.


وداخل الملهى الليلي الفخم بجدرانه وأرضياته السوداء،
المشهد يكاد لا يصدّق. على حلبة الرقص، يلعب أطفال بالكرة ويتزلّجون على ألواح، بينما آخرون يستمعون في زاوية أخرى إلى الموسيقى.

 

ويتوزّع آخرون بالقرب من الطاولات حيث اعتاد الزبائن الجلوس، والمشرب حيث لا تزال كؤوس النبيذ وأكواب الكحول فارغة، والمنصة المخصصة لمنسقي الأغاني.

 

كان رجال ينامون على فرش أرضاً، بينما يتجاذب آخرون أطراف الحديث حول طاولة، وفتاة صغيرة تقرأ كتاباً عن الأميرات.

وتقول رضا علاق البالغة من العمر 49 عاماً التي نامت في الشارع لمدة أسبوع مع والدتها البالغة من العمر 79 عاما قبل أن تجدا ملجأ في الملهى: "هنا، نحن بخير". وأخبرتها شقيقتها التي تعيش في دبي عن الملهى بعد أن سمعت عن فتح أبوابه للنازحين على وسائل التواصل الاجتماعي.


وتقدّم منظمات غير حكومية مساعدات غذائية للنازحين داخل الملهى، ويعتبر النازحون أن قدرتهم على استخدام المراحيض والاستحمام رفاهية في المحنة التي يمرون بها.


وتنهمك بتول كنعان التي كان زوجها يعمل حارسا في مرآب البناية بتغيير حفاظ طفلها، وتقول "نشعر بالأمان هنا. سنبقى حتى نهاية الحرب".


من جهتها تقول فاطمة صلاح إنها لا تريد العودة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت. وتضيف الممرضة البالغة 35 عاماً: بإحباط "نريد الهجرة إلى أي بلد.. بريطانيا.. أو حتى العراق". وتتابع الأم لأربعة أطفال "نحن خائفون على أطفالنا.. يقولون إنّ الحرب ستطول".

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة