الأحد 2024-11-10 17:12 م

رجل الأعمال الأردني فادي المعايطة: آن الأوان لوضع أسس عالم جديد بلا سجائر

12:52 م

الوكيل الاخباري - بدأ حياته العملية محاسبًا بشركة تأمين صغيرة، ثم تنقل بين عدة وظائف وشركات عالمية في الخليج العربي وأوروبا، حتى أصبح أحد أصغر المديرين العامين بالشرق الأوسط لشركة عالمية؛ حتى تبوأ منصب المدير العام الإقليمي للوطن العربي وتركيا لشركة أمريكية بدبي، ثم مع مطلع عام ٢٠٢٠ قرر ترك الوظيفة، ودخل مجال ريادة الأعمال؛ بتأسيس أحد أهم المؤسسات العاملة في قطاع بدائل السجائر التقليدية على مستوى المنطقة، إنه فادي المعايطة، رجل الأعمال الأردني الشاب، الذي أجرينا معه هذا الحوار.. 



بم تعرف نفسك، وما خطتك لتحقيق النجاح السريع؟

ولدت بالأردن، وتخصصت في المحاسبة؛ إذ كنت من أوائل دفعتي. بدأت حياتي الوظيفية في الأردن بعد التخرج، فعملت لمدة أربع سنوات قبل سفري لدبي للالتحاق بشركة إقليمية؛ حيث بدأت مرحلة مشوقة من حياتي العملية، تضمنت تنقلات عديدة وتحديات.  


وعلى مدار ١٨ سنة كموظف، لم تتغير مبادئي المهنية، التي تتلخص في الأمانة والنزاهة، وبذل كل جهدي في العمل، والتأقلم مع المتغيرات، والشجاعة في اتخاذ القرارات، ومعاملة الآخرين بطيبة ومساواة، بغض النظر عن مركزي الوظيفي.     


ما أبرز الصفات التي تميزك؟


تنمو صفات الانسان مع الوقت، ومع خوضه معترك الحياة، فقد تبلورت شخصيتي من خلال عملي واحتكاكي بأصحاب الخبرات في الحياة والعمل، ومروري بتجارب ناجحة وفاشلة؛ ما جعلني أتمتع بصبر هائل، واستشعار التفاؤل في المستقبل، وهدوء الطبع، والشغف للتطور والتعلم، والبساطة في التعامل مع الأمور الشخصية والعملية، والاستماع الجيد للآخرين، وقبول النقد والرأي الآخر. 


النجاح السريع


يتطلع كثير من الشباب إلى النجاح السريع، فبمَ تنصحهم؟


هنالك من حقق نجاحًا سريعًا خلال فترة قياسية لأسباب محددة، ولكن هذا ليس المفهوم العام أو الوضع الطبيعي لنجاح العامة من الشباب؛ لذا أنصحهم بالتحلي بالصبر والمثابرة، فالفشل أفضل معلم للإنسان، فالحياة لن تتوقف عند الفشل في أول أو ثاني أو أكثر من محاولة.


 أنصح الشباب بالاستماع إلى أصحاب الخبرة، وعدم التعنت في الرأي، والاستماع للنقد، والأخذ بالنصيحة لتطوير النفس، فالإنسان في رحلة تعلم وتطور، مع معرفة نقاط الضعف التي قد تكون أفضل وسيلة للنجاح. 


أنصح الشباب بتحديد أهداف كل مرحلة من حياتهم العملية، والعمل بجهد لتحقيقها، مع استعمال الرأفة والمعاملة الطيبة لمن حولهم، وتجنب النزاعات الداخلية، والغضب، والغيرة التي لا تجلب سوى الفشل.


ما هو المبدأ الذي تعتقد أنه سبب نجاحك؟


الشجاعة قي اتخاذ القرارات؛ فالخوف من التقدم يحد من تطور الإنسان، مع وضع خطط بديلة واحتساب المخاطر قبل أي خطوات تخطوها.


 الخُلق الحسن


 هل تعتبر نفسك قائدا مقبولا لدى موظفيك؟ وكيف تتخذ القرارات داخل الشركة؟

 

 الحمد لله، بنيت علاقات طيبة خلال مسيرتي المهنية مع زملاء كثيرين من جنسيات متعددة، فالتعامل باحترام وخلق حسن، لغة يقدرها الجميع، كما أنني صريح بإعطاء رأيي دومًا، ومحفز لزملائي بما يتعلق بمهاراتهم الشخصية، وأدائهم الوظيفي؛ فذلك ما يقدره من عملت معهم.  

 

وفيما يتعلق بالقرارات، فإني أستشير فريق العمل المختص، وأستمع لكل وجهات النظر؛ حتى ولو كانت مخالفة لرأيي، والأخذ بالأفضل لمصلحة العمل.

 

 

230 ألف مشاهدة

نشرتَ على موقع لينكد إن، صورتين لك؛ إحداهما وأنت ابن 9 سنوات والأخرى وأنت في وقتنا الحالي وأنت تكسر سيجارة فحصدتْ ٢٣٠ ألف مشاهدة، فما المغزى منها؟

 

في سن التسع سنوات، علمت أن والدي رحمه الله مصاب بالسرطان، فكان لذلك أثر كبير في نفسي، مررت بعدها بمراحل صعبة جدًا في حياتي الشخصية والعملية، كان أصعبها وفاته، لكن الله سبحانه وتعالى، وفقني لإنشاء أول شركة إقليمية لاستيراد وتوزيع منتجات عالمية ذات جودة عالية من بدائل السجائر التقليدية، منتجات توصيل النيكوتين الاليكترونية كالسجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن المصنعة التي توفر النيكوتين بدون حرق التبغ، وتجنب مستخدمها ما ينتج من مواد ضارة من حرقه؛ من شركات عالمية بمعايير جودة خاصة، ستساعد عشرات الملايين من المدخنين البالغين على الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية.


منافسة شرسة


قررت إنشاء شركتك مع مجموعة مستثمرين، لكن المنافسة شرسة في هذا المجال، أليس ذلك مغامرة غير محسوبة؟


نعم إنها مغامرة، لكنها محسوبة، فنحن لا نرى المنافسة مع غيرنا في نفس القطاع، بل المنافسة الحقيقية مع السجائر التقليدية، التي تشكل أكثر من ٩٨٪ من مجمل السوق، إنه تحدٍ حقيقي لإقناع المدخنين البالغين بالإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية واستخدام البدائل التي لها احتمالية تخفيض المخاطر، إن لم يستطع المدخن الابتعاد تماماً عن أي منتج النيكوتين حيث هو ما أعتبره أفضل خيار، ومن هنا جاءت فكرة انشاء شركة آندز والتي تعمل حصرا باستيراد وتسويق بدائل السجائر التقليدية ومنتجات توصيل النيكوتين الالكترونية


 قلة الأبحاث


ترزح السجائر الإلكترونية تحت ضغط شديد هذا الأيام بسبب القلق الصحي من تعرض المراهقين لها، أو قلة الأبحاث المتخصصة في قياس ضررها، فكيف تتعامل مع هذا الأمر؟


قبل الإجابة عن السؤال فإننا ننصح الجميع بأن أفضل خيار للمدخن البالغ وغير المدخن هو الابتعاد تمامًا عن أي منتج أو جهاز يوفر النيكوتين. 


في عام ٢٠١٩ كان هناك حملات إعلامية ممنهجة وشرسة وقد لا تكون دقيقة وموضوعية على هذه المنتجات، والتي قد تكون موجهة من جهات وقطاعات تضررت بشكل كبير من هذه المنتجات التي دفعت كثيرًا من المدخنين البالغين للإقلاع عن التدخين. من خلال خبرتي على مدار الـ 15 سنة الماضية في هذا القطاع، أؤمن بما صدر عن دائرة الصحة العامة في إنجلترا (Public Health England) بأن "السجائر الإلكترونية أقل ضررًا بنسبة ٩٥٪ مقارنة مع مثيلتها التقليدية". 


المشكلة الحقيقية تكمن في السجائر الإلكترونية المهربة والمزورة التي تدخل الدول بشكل غير قانوني في ظل عدم وجود تشريع لها، أو وجود تشريع قانوني قاسٍ من الناحية الضريبية والتسويقية على المنتجات القانونية، والتي تجعل من الصعوبة بمكان توفير هذه المنتجات بشكل قانوني؛ ما يفتح المجال للمنتجات المزورة المهربة بالانتشار والبيع في الخفاء.


المشكلة الأخرى تكمن في انتشار هذه المنتجات بين المراهقين؛ لذا يجب أن يكون هناك تعاون بين الجهات المختصة  والشركات القانونية المصنعة وممثليها، لوضع ضوابط وتعليمات وبرامج للسيطرة على انتشار هذه المنتجات بين المراهقين، قبل فقدانها كما حصل مع انتشار السجائر التقليدية في عصرنا الحالي.


وأين هي الأسواق التي ستبدأ شركة آندز في العمل فيها؟ 


لقد بدأنا في الشرق الأوسط في الأسواق التي شرعت قانونيًا منتجات بدائل السجائر التقليدية. ولدينا خطط طموحة للتوسع في قارة إفريقيا قبل الانتقال خارج محيط الاقليم.


لو عاد بك الزمن إلى عمر الثامنة عشر، هل كنت ستسلك نفس الطريق؟


نعم كنت سأسلك نفس الطريق، فأشكر الله سبحانه وتعالى على ما حققته اليوم، فالطريق الذي أسلكه اليوم له أبعاد أخرى بغض النظر عن الربح والخسارة، فهو انتصار على السجائر التقليدية التي تكافحها هيئات رسمية وغير رسمية من عشرات السنوات ولم تستطع تحييدها بالكامل؛ لذا أعتبر نفسي وزملائي في القطاع في صف واحد مع محاربي السجائر التقليدية.


من هو مثلك الأعلى؟


والدي رحمه الله ووالدتي أطال الله في عمرها، فكان والدي عصاميًا، وكان لديه الشجاعة على السفر واستكشاف الحياة، والعمل في الخارج في وقت كان العالم فيها بسيطًا جدًا، كان لديه صفات قيادية طبيعية متمثلة في ثقته العالية وتأثيره على من حوله شخصيًا وعمليًا.


 أما والدتي (المرأة الحديدية)، فقد فقدت والدي في عمر صغير، لكن إصرارها وعزمها وتفاؤلها بنجاحنا في مستقبلنا، كان منارة الأمل التي أضاءت طريقنا وجعلتي وإخوتي نتحدى الصعاب ونمضي بخطوات واثقة في طريق النجاح، فبعد فضل الله سبحانه وتعالى، نكن أنا وإخوتي لوالدتي الفضل لما وصلنا له اليوم.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة