الإثنين 2025-03-03 17:01 م

الوقت.. ساعة قبل الإفطار، الزمان.. اليوم الأول من رمضان، المكان.. العاصمة عمّان

زينة رمضان في وسط البلد بعمان
12:48 م

الوكيل الإخباري- الوقت.. ساعة قبل ساعة الإفطار، الزمان.. اليوم الأول من رمضان، المكان.. العاصمة عمّان واللافت مشاهد معتادة خلال الشهر الفضيل.



الشوارع شبه فارغة والمركبات لم تعد تشكل أي ازدحامات مرورية وخلال الدقائق الأخيرة قبل الإفطار كانت الابتهالات الدينية وصوت القرآن الصادر عن مآذن المساجد يخيمان على الجو العام وصوت الزوامير يبدو خافتا في ظل المشهد، وإيذانا بموعد الإفطار ضربت مدفعية القوات المسلحة الأردنية المدفع ليتزامن صوته مع آذان المغرب.


العشرات تجمعوا عند الإشارات لتوزيع المياه والتمر على السائقين وقت الإفطار، وآخرين خرجوا لأداء الصلاة في مسجد الحي.


العائلات كلها تجمعت حول المائدة، منها ما يفتتح أول يوم صيام بالأبيض (في إشارة للمنسف) ومنها ما يفتتحه بالأخضر (في إشارة للملوخية)، الأبيض تيمناً بأن يأتي الشهر الفضيل بأيام بيضاء، أما الأخضر تيمناً هو الآخر بأيام خضراء مليئة بالبركات، وسواءً افتتحته العائلات بالأبيض أو الأخضر أو غيرهما فتبقى "جمعة العيلة" هي الكنز الحقيقي لموائد رمضان.


بعد الإفطار بدقائق قليلة وعند أفول قرص الشمس وحلول الليل تبدأ بملاحظة ألواناً جميلة على أبواب ونوافذ المنازل تتمثل بزينة رمضان التي باتت تعتبر ضمن التقاليد التي تستقبل فيها العائلات الأردنية شهر رمضان وتعبر عن البهجة والسرور، وتجد الشوارع امتلأت بالأطفال ومعهم ألعاب رمضان مثل "البوجية" وهي مجسم بدائي مماثل للألعاب النارية ويصدر عنها صوتا قويا، ومنهم من يرمي "الفتيش" وآخر يلهو بسلك أو حبل قصير مربوط بطرفه "الخريس" بعد إشعاله بالنار ليبدأ برسم لوحات فنية رائعة يلهو بها الأطفال غير آبهين بمدى خطورتها ولا لشيء سوى البهجة والسرور.


العادات قد تتغير بتغير الزمان، ولكن جوهر الأردنيين لا يتغير في الشهر الفضيل فتجدهم يتزاورون ويقيمون الموائد والعزائم للأقارب ولا يفوتون فرصة قضاء الأوقات مع الأصدقاء، ضيافتهم هنا فنجان من القهوة العربية بطعم الهال المحمص وبجانبه وصفات لذيذة من الحلويات الرمضانية ويتربع على عرشها القطايف المعدة بمختلف الطرق فمنهم يرغبها بالجوز والمكسرات ومنهم بالجبنة الحلوة وآخرين بالقشطة والشوكولا وغيرها، وتقدم للضيوف مع العصائر الرمضانية الشهيرة (التمر الهندي، الكركديه، الخروب، عرقسوس، جلاب، والليمون.. وغيرها من العصائر الطبيعية).


صلاة التراويح يذهب إليها الصغير قبل الكبير، ويتسابق لأدائها جمعٌ غفير من المصلين طلبا للرحمة والمغفرة والأجر، فهذه أيام فضيلة لا يمكن تفويتها، وبعد الصلاة يذهب كل منهم لقضاء انشغالاته، ومع منتصف الليل يفرغ كل واحد للعبادة وقراءة القرآن وقيام الليل.


وبين شهر رمضان وآخر تختلف الظروف ويبقى الأردنيين كما هم في الشهر الفضيل.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة