وكتب الزيودي وهو أستاذ الدراما بكلية الفنون في جامعة اليرموك، الجزء الأول من مسلسل "أم الكروم" والذي عُرض عام 1999، وأظهر في العمل الدرامي حياة القرى الأردنية في بداية السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وتطوّر الحياة ومحاولة الناس مجاراة التطوّر بالتمدّن، بدءاً من التخلي عن الزراعة وبيع الأراضي وعدم القدرة على التصرف بالمال بسبب الجهل.
وخرج الزيودي عن صمته في فيديو نشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وقال إنَّ أهم رسالة قدَّمها الجزء الأول، كانت قطع قدم وكالات بيع أراضي الأردنيين لمن "هبَّ ودبَّ"، على حدِّ وصفه، مضيفًا أنَّ أحداث الجزء الثَّاني تبدأ بعد نهاية حرب الخليج وتنتهي بوفاة كبير الأردن الملك حسين، وفيه يعم الحزن أم الكروم، ويُصبح جبر وعواد وعقلة وجهاء وشيوخًا ويحصلون على أعطيات كثيرة.
كما بين أنَّ أحداث الجزء الثَّاني تتضمن عودة راجي بن عقلة حاملًا درجة القانون، ومعه عدد من شباب أم الكروم الذين يُحمِّلون آباءهم والدولة سبب ضياعها، وينتهي المسلسل بوفاة الملك حسين، لتتحول أم الكروم الى بيوت عزاء كبيرة ويتجاوز سكانها خلافاتهم.
وقال إنَّه كتب الجزء الأول من المسلسل عام 1998، والذي أخرجه سعود الفياض خليفات ومثَّل فيه نخبة من الفنانين الأردنيين، وأنَّ مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون فيصل الشبول استدعاه عام 2007-2008 ومعه محمد البرماوي، وطلب منه الجزء الثَّاني من "أم الكروم"، قائلًا له بشكل حرفي: "بدنا الجزء الثاني من (أم الكروم)".
وأضاف أنه شكر الشّبول على تذكره مسلسل "أم الكروم"، الذي لم يسأل عنه أحد منذ عام 1998، واتفق معه على كتابة الجزء الثاني ببعده العربي وليس ببعده المحلي، بعد أن أشار الشبول إلى أهمية العمل وحضوره القوي، وضرورة تسويقه خارجيًا.
وأكد الزيودي أنَّه بدأ بكتابة أول 3 حلقات من الجزء الثاني مع الملخص، موضحًا أن العرف السائد بين شركات الإنتاج والكاتب، هو كتابة 3 حلقات مع الملخص لتُقرأ ثم تعدل إن لزم، قبل أن يتورط الكاتب بمزيد من التفاصيل.
وأوضح أن الجزء الثاني لم يتناول البعد السِّياسي، وإنما التأثيرات على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الأردني، ومن بينها هجرة عام ١٩٩٢ واستقبال العراقيين، مشيرًا إلى محافظته على الشَّخصيات الرئيسية في المسلسل، جبر وعواد والأستاذ سلمان وصبري وعقلة وحامد، مع طرح شخصيات من جيل أم الكروم الجديد، ومن بينهم راجي بن عقلة.
وبيّن أن راجي بن عقلة في الجزء الثاني، هو شاب أردني درس الحقوق في العراق، وعاد مؤمنًا بحزب البعث، ومعه ربيعة الفلاح (محامية) ومنصور (صحافي) وحذيفة، وهم تيار جديد حمّل الآباء جزءً من المسؤولية في ضياع أم الكروم والدولة الجزء الآخر من المسؤولية الكبرى، ومن هنا يبدأ الصراع بين الشباب وأجهزة الدولة المخالفة.
وأكد أنه مثَّل أجهزة الدولة في الجزء الثَّاني، بالحاكم الإداري المحافظ الذي تبنى وجهاء أم الكروم، حيث جعل من عواد وعقلة وجبر وجهاء وشيوخًا، وصرف لهم الأعطيات، مشيرًا إلى أنّه تناول تأثير القطيعة بين الأردن ودول الخليج بسبب الحرب في تلك الفترة، اجتماعيّا وثقافيًا على الطلبة الأردنيين في الخليج، وعلى الطلبة الخليجيين في الأردن، وأضاف أنَّ المسلسل تضمن خطًا دراميًا لظهور النقابات مثل الصحافيين والمحامين، والتي أدانت بصورة غير مباشرة اتفاقية وادي عربة للسلام.
كما أشار الزيودي إلى أنّ المسلسل بقي حبيس الأدراج منذ العام 2007 ولغاية هذا التاريخ، بعد أن غادر فيصل الشبول التلفزيون الأردني، مؤكدًا أن كثيرين طالبوا به بين عامي ٢٠٠٧ و٢٠٢٠، ومن بينهم نقابة الفنانين والقطاع الخاص وفنانون مثل ابراهيم أبو الخير، ليصطدموا برفض مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إنتاج الجزء الثاني من "أم الكروم".
وأكد أنه لا يعلم حتى الآن سبب الرفض، لكنه فهم من الرسائل التي وصلته بصورة غير مباشرة من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، أنهم لا يريدون المسلسل بهذه النسخة، مشيرًا إلى أنّ "أم الكروم" أصبح مطلبًا شعبيًا وشكّل رأيًا عامًا، وأنّ الأردنيين يعرفون سرَّ انتشاره واستمراريته، وقال: "الدليل على ذلك بثه في مثل هذه الظروف، التي تزامنت مع صفقة القرن، والتزام الناس بيوتهم بسبب موسم الشتاء".
ولفت إلى أنَّ مسلسل أم الكروم قطع قدم ويد عملاء الوكالة اليهودية داخل الاردن، والقادمين من خارج الأردن، وهذه من أخطر الرسائل التي جاء بها مسلسل أم الكروم في الجزء الأول، وبالتالي ما من مصلحة لإنتاج الجزء الثاني والدليل أن ما انتجه التلفزيون الأردني من بعد مسلسل أم الكروم لم يتجاوزه من حيث الشعبية وسنوات البث التي امتدت ٢٢ عامًا.
وقال الزيودي دفعت الثمن غاليًا ومعي نصر الزعبي بسبب أم الكروم في الجزء الأول ولم نسيء للأردن ولا للأردنيين على الإطلاق وكنا ضحايا سياسات فاشلة امتدت عبر تاريخ طويل.
وأكد "هذا قدرنا كاردنيين ولا نتوقع من الجهات المعنية في الأردن أن تقدم لنا الشكر لأننا نبهنا الأردنيين بأن لا يبيعوا أراضيهم لمن هبَّ ودبَّ وأن يتم إلغاء نظام الوكالات في بيع الأراضي.
وكالات
-
أخبار متعلقة
-
الموت يُفجع الفنانة المصرية مي عز الدين
-
رحيل الفنان المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
ماجدة الرومي تفتتح حفلها في دبي برسالة مؤثرة للبنان
-
دنماركية تخطف لقب ملكة جمال الكون لعام 2024
-
لأول مرة.. كونان أوبراين يقدّم حفل الأوسكار 2025
-
أحمد العوضي يرد على انتقادات تكرار أدواره الفنية
-
مهرجان القاهرة السينمائي يفتتح أيام صناعة السينما
-
الموت يُفجع حسين الجسمي... "فقدتك يا أعزّ الناس"