الأحد 2024-12-15 15:48 م

آلاف السوريين يفرون من معارك ريف حلب وتل أبيض نحو عفرين وتركيا

02:01 م

الوكيل - شهدت القرى العربية والكردية في ريف منطقتي الباب وإعزاز بمحافظة حلب شمال سوريا، تواصل حركة نزوح كثيفة نحو مدينة عفرين، مع اشتداد وتيرة المعارك بين فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم داعش في مناطق ريف حلب الشمالي.

وتسببت عملية النزوح امس، ازدحاما شديدا على مداخل الطرق المؤدية لناحية شيراوا (جنوب شرق عفرين) خلال جولة له في المنطقة.
وقال إسماعيل بكر، وهو من قرية أم حوش، «منذ أيام وكل منطقة ريف حلب الشمالي تشهد اشتباكات عنيفة بين فصائل الثوار وتنظيم داعش، حيث تشهد مناطق الاشتباكات حركة نزوح كثيفة للأهالي».
واضاف أنه «مع اقتراب المعارك من قرية أم حوش اضطر كل سكان القرية الذين يقدر عددهم بنحو 5 آلاف نسمة للنزوح نحو عفرين، حيث خرج مع عائلته المكونة من 9 أفراد بثيابهم فقط، كما توجه قسم آخر من القرويين نحو الحدود التركية في منطقة اعزاز».
وأشار بكر إلى أنه «لم تقدم أي جهة لهم المساعدة سوى بعض الأهالي الذين قدموا لهم الفرش والبطانيات والطعام».
من جهتها قالت أم عدنان وهي من قرية (أحرص)، إن «المعارك مع تنظيم داعش لم تصل إلى قريتهم بعد لكنها قريبة منها، إلا أن قصف طائرات النظام اضطرهم للهروب، حيث لجأوا إلى قرية (آقيبة) التي يوجد فيها بعض الأقرباء والأصدقاء الذين استضافوهم».
كما أشار الناشط الميداني مسعود عبدي بأنه، «قبل أي تقدم لتنظيم داعش تقوم طائرات النظام السوري بقصف المنطقة، ليتبع ذلك بهجوم للتنظيم على مواقع المعارضة المسلحة»، مضيفا أن «القرى مثل أحرص، وأم حوش، وتلقراح والوحشية، تعرضت منذ أيام لقصف طيران النظام، وهي تشهد اليوم اشتباكات عنيفة بين المعارضة وتنظيم داعش وبعضها أصبح بيد التنظيم، وهو ما تسبب بنزوح جماعي للأهالي من بيوتهم».
وتابع قوله مشيرا إلى أن «أهالي هذه القرى توجهوا نحو مقاطعة عفرين، حيث تم إسكان جزء منهم في مخيم للنازحين والقسم الأكبر لجأ إلى المدارس في قرى ناحية شيراوا، وهؤلاء بحاجة ماسة للمساعدة ومد يد العون من قبل المنظمات والجهات الإغاثية المعنية، لأن غالبيتهم هربوا من المعارك بثيابهم فقط»، على حد تعبيره.
كما عبر آلاف الأشخاص من سوريا إلى تركيا امس هربا من القتال الدائر بين مسلحين من جانب وقوات كردية ومعارضة من جانب آخر للسيطرة على بلدة تل أبيض السورية الحدودية.
وقال مصور صحفي في المكان إن كثيرا من الفارين نساء وأطفال وانهم دخلوا تركيا من خلال معبر مؤقت بين البوابتين الرسميتين. وأضاف أن قوات أمن تركية تشرف على المعبر.
وتسيطر عصابة داعش على البلدة الحدودية في محافظة الحسكة. وشنت العصابة الأسبوع الماضي هجوما مضادا في مدينة الحسكة المقسمة إلى مناطق تديرها بشكل منفصل حكومة الرئيس بشار الأسد وإدارة كردية.
وقال مسؤول تركي «يتم استقبال نحو 2000 شخص في اليوم» موضحا انهم يخضعون لعملية تسجيل وفحص طبي قبل السماح لهم بالدخول.
من جهة اخرى قال إسلام علوش المتحدث باسم «جيش الإسلام» في سوريا، أن مقاتلي الفصيل التابع للمعارضة المسلحة، اختطف امس، شخصية وصفها بـ»الكبيرة» تابعة للنظام السوري وذلك في العاصمة دمشق.
وأضاف علوش إن عناصر من جيش الإسلام تسللو امس داخل العاصمة دمشق، وتمكنوا من الوصول إلى الشخصية الكبيرة واختطافها، دون أن يبيّن من هي تلك الشخصية.
وفي سؤال عن مدى دقة ما أورده ناشطون بأن الشخصية التي تم اختطافها هو وزير العدل في حكومة النظام نجم الأحمد، رفض المتحدث التعليق على تلك المعلومة لأسباب وصفها بـ»الأمنية».
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره المتحدث من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق من النظام السوري بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.
في غضون ذلك أعلن أمين عام حزب الله «حسن نصر الله»، امس، أن مقاتليه حققوا «إنجازات» في منطقة القلمون السورية ضد «جبهة النصرة»، وأحرزوا «تقدماً» في محيط بلدة عرسال اللبنانية المحاذية للحدود مع سوريا، بحسب تعبيره.
وقال نصرالله خلال مؤتمر، عقد في بيروت عن «المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي»، إن «المعركة مع تنظيم داعش بدأت فعلاً بعد أن هاجمت عناصرها اول أمس مواقع لحزب الله في منطقة رأس بعلبك الحدودية»، مشيراً أن الحزب حقق «إنجازات في القلمون صباح امس»، وأن القمم العالية «أصبحت تحت سيطرة الجيش السوري والحزب، وأصبحت لديهم السيطرة الكافية بالنار على الجرود».
وتحدث نصر الله عن «تقدم كبير» في محيط عرسال وعن «هزيمة حقيقة» لجبهة النصرة، بحسب وصفه، مشددا أن «التطور المهم هو بدء المعركة مع داعش».
وأوضح أن عناصر داعش «هم الذين بدؤوا القتال، وهاجموا اول أمس جرود (محيط) رأس بعلبك اللبنانية المحاذية للحدود السورية»، مشيراً أن عناصر حزب الله «تصدوا بشجاعة وأوقعوا عشرات المسلحين من داعش بين قتيل وجريح، ودمروا آلياتهم».
وتابع أمين عام حزب الله «نحن سنواصل هذه المعركة ومصممون على إنهاء هذا الوجود الإرهابي الخبيث عند حدودنا، ولن نقبل بقاء أي إرهابي على حدودنا وفي جرودنا»، مؤكداً أن «الهزيمة ستلحق بهؤلاء والمسالة مسألة وقت، ونعمل بهدوء لتحقيق الهدف والغاية»، بحسب تعبيره.
في غضون ذلك قتل 10 أشخاص وأصيب آخرون امس، جراء قصف مقاتلة تابعة للنظام السوري بصواريخ فراغية استهدف الحي الغربي من مدينة سراقب الواقعة بريف إدلب الشرقي شمال سوريا.
وأفاد قائد فريق الإنقاذ في الدفاع المدني بسراقب، ليث الفارس أنه تم انتشال 10 جثث من تحت الأنقاض، من بينها 3 جثث لأطفال سقطوا جراء القصف.
وأشار إلى أن «القصف استهدف الحي الغربي من المدينة، وأدى إلى سقوط أكثر من 20 جريحا، فضلا عن دمار واسع في ممتلكات المدنيين، مؤكدًا أن فرق الإنقاذ تواصل البحث عن ناجين عالقين تحت الانقاض».
وفي العراق المجاورة افاد مسؤولون اميركيون ان الرئيس الاميركي باراك اوباما على استعداد للموافقة على ارسال حوالى 500 عنصر لتدريب القوات العراقية ومقاتلي العشائر السنية في معركتهم ضد عصابة داعش.
واوضح المسؤولون ان اوباما يدرس السماح بزيادة عدد المدربين الاميركيين بحوالى 500 لتعزيز قدرات الجيش العراقي وابناء العشائر السنية في المعارك الجارية بينهم وبين التنظيم الذي يحتل مساحات شاسعة من العراق.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي اليستير باسكي «اننا ندرس مجموعة من الخيارات لتسريع تدريب قوات الامن العراقية وتجهيزها».
واوضح ان «هذه الخيارات تتضمن ارسال مدربين اضافيين الى العراق».
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) الكولونيل ستيفن وارن صرح الثلاثاء «لقد خلصنا الى انه من الافضل ان ندرب المزيد» من المقاتلين العراقيين لمواجهة داعش، مضيفا «نحن نعمل الآن على استراتيجية لتحقيق ذلك».
وتابع «نريد ان نرى مزيدا من السنة» يتطوعون لتلقي التدريب العسكري على ايدي القوات الاميركية وحلفائها».
واقر المتحدث بأن تكثيف عمليات تدريب الجنود والمتطوعين العراقيين قد يستدعي على الارجح زيادة عدد المدربين الاميركيين الموجودين في العراق والبالغ عددهم حاليا قرابة ثلاثة آلاف عسكري.
وبحسب مسؤولين في الوزارة فان تسريع وتيرة التدريب قد يتطلب ارسال مئات الجنود الاميركيين الاضافيين الى العراق. وكالات


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة