الأحد 2024-11-24 20:49 م

آية النوفلي كفيفة تضي عالم الاخرين بمهارات تجاوزت قدرات المبصرين

12:06 م

الوكيل- شاءت الاقدار ان تكون آية ذات الـ16 ربيعا كفيفة البصر، الا انها واجهت الحقيقة وشقت طريقها ببصيرة مضاءة بالعلم والتصميم، فكانت جوهرة مضيئة ومتمكنة ، سعت لبناء ذاتها من ضوء امل ، اختارت مواجهة جميع الظروف المحبطة بقوة الإرادة .


فتاة بعمر الزهور فاقت سنها بكثير وتجاوزت مهارات المبصرين ، فكانت صاحبة عطاء ، قدمت وهي في الصف العاشر دورة لعدد من الأطفال المكفوفين في طريقة القراءة باستخدام أسلوب 'بريل ' فامتلكـت بذلك مـهارات عالية جعـلت منها مثالا لمن يطور ذاته .

وتقول آية النوفلي كانت انطلاقتي حافلة بالتميز لاكون شخصا فاعلا في المجتمع ، حيث امتلكت الكثير من المهارات التي جعلتني اشعر بكثير من النعم ، واشعر بجمال وروعة العلم والادب ، فقد بدأت امتلك مهارة كتابة القصص ثم قراءتها باسلوب مشوق ، وتمكنت من الالمام بمهارات الالقاء وتقديم الاناشيد والشعر اضافة الى تجويد القرآن الكريم .

وتضيف النوفلي انسجمت مع مدارس المبصرين وهذا ما ساعد في زيادة الشجاعة في داخلي ، ورفع من معنوياتي وقد اصبحت فردا لا يختلف عن المبصرين شيئا ، لم اشعر بالنقص ولم يكن لدي شعور مختلف عن الاخرين ، وتمكنت من اكتشاف عدد من المهارات لدي بدء من سرعة حساب الارقام والفطنة وسرعة اعراب الكلمات بعد سماعها و حفظ الارقام بسرعة .

وتعبر عن قبول المجتمع للشخص المكفوف لانه يمتلك البصيرة وينظر الى جميع الامور بحقيقة بعيدا عن الزيف والمشاهد الخادعة ، ولكن هناك امر هام ينبغي ان ينتبه اليه القائمون على المدارس المتخصصة بالمكفوفين ان اختلاط المكفوف مع المبصر يزيد من شجاعته وثقته بنفسه ويرفع من معنوياته لمواجهة جميع امور الحياة بعزيمة واصرار .

وتؤكد تركها لاكاديمية المكفوفين لبعدها عن مكان اقامتها في لواء الموقر اضافة لحبها الاختلاط بالمبصرين والاندماج معهم وممارسة حياتها الطبيعية كما يمارسونها هم ، دون الشعور بوجود حاجز الاعاقة ، وهذا ما زاد في تطور جميع مجالات حياتي وعزز في داخلي التميز والاصرار .

آية كما وصفها رئيس جمعية البادية الوسطى لذوي الاحتياجات الخاصة سليمان الجبور 'بالجوهرة المضيئة' التي تشع ارادة ولم تتأثر من واقعها وحالتها في فقدان البصر ، والتي تحتاج لرعـاية واهتـمام بصورة اكـبر تتوافق مع ما تمـتلكه من مهارات.

وعبر الجبور عن أن هذه الفتاة النابغة كانت بحاجة إلى مزيد من الاهتمام وقد سعت الجمعية لتقديم جميع أنواع الدعم والعون لها ، فقد تم تقديم ' لاب توب ناطق ' لها بالتعاون مع الأكاديمية الملكية للمكفوفين ومؤسسة نور الحسين .

وتختم النوفلي بقول يخالف الفطرة 'لا أتمنى ابدا عودة البصر الي ، لانني امتلك ابداعات ونعم ومهارات اكثر من المبصرين ، وقد كرمني الله بنور البصيرة وجعلني قادرة على الادراك والفهم اكثر من المبصرين' .

--(بترا)


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة