الإثنين 2024-11-25 00:19 ص

أبو دراجة

09:52 ص

تعتبر الدراجة النارية , من أخطر أنواع وسائل التنقل , لأن حوادثها قاتلة ..وتحتاج لحذر , وإحتراف اثناء القيادة .

في الأمن العام , تستغرب أحيانا ..من حجم الجلد الذي يملكه (شرطي الدراجة) فهو في الحر وتحت لهيب الشمس يؤدي وظيفته , وفي المطر ..وتحت وطأة البرد تراه يمشي في شارع عبدالله غوشه , وما دعاني لكتابة هذا المقال أني وقفت أمس أمام مخبز ...منتظرا دوري , وجاء شرطي الدراجة لشراء خبز مثلي .
حين خلع الخوذة , تبين أن رأسه يتصيب عرقا , وحين أراد إخراج النقود من جيبه تبين لي أنه يرتدي زيا خاصا بالدراجة , وزنه يكاد يعادل وزن الخوذة , وجميع أجزاء جسده تتصبب هي الأخرى عرقا .
في المثل العامي يقولون :- ( لقمته مغمسة بالعرق) ...شرطة الدراجات في الأمن العام , لقمتهم مغمسة بالتعب والعرق والخطر ...وفي النهاية , وبعد يوم متعب حافل بكل ما في الساعات من قلق ..يظهر أحدهم على الفيس بوك ويدعي أن شرطة الدراجات , ظلموه ...وصبية متسرعة تدعي , أنها تلقت مخالفة من شرطي دراجة , على لاشيء ...
الذي يجلس خلف مكتب وثير وتحته مكيف , هل يتساوى تعبه مع تعب من يمضي العمر وهو مرتدي خوذة زنتها (3) كيلو على رأسه , وللعلم نسبة كبيرة منهم يحملون شهادات جامعية ...وينعمون بكامل الرضى في الحياة .
في الأردن المؤسسات الأمنية والجيش , لا تمنح أفرادها رواتب فقط بل مع كل راتب تمنحهم الرضى , لأن من يعمل فيها , يدرك أهمية وعبء حمل شعار مقدس بالمقابل ...انهارت أجهزة أمن عربية كثيرة , أثناء إندلاع أحداث الربيع العربي لأن من يعملون فيها , لم يكن الرضى والإنتماء الوطني ..حاضرا في عملهم ..لهذا كانوا جزءا من المشكلة ...
لماذا يؤدي شرطي الدراجة عمله , بكل حرفية ..دون تذمر أو منة , بالمقابل من يجلسون خلف شاشات الفيس بوك ...متأثرين , بمخلفات الربيع العربي , وظيفتهم فقط تكون رجم الناس , ومهاجمة الدولة ...وكل قيمة جميلة في البلد .
أمس وأنا أنظر لرجل كل جسده مغطى بالعرق , وكل ما فيه يجتاحه التعب ..أدركت بأن الأردن , عبر وسيعبر الأزمات , ليس بفعل بطولات الأحزاب ولا جعجعة الكتبة المبتدئين , بل لأن فيه جيشا وأمنا يدرك أهمية وعبء الشعار الذي يحمله ...ويدرك أيضا أن الرضى هو مفتاح حماية الوطن والشعب والأهل .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة