الأحد 2024-12-15 19:58 م

أرجيلة في «الفحيص»

07:06 ص

عادة ما يكون مهرجان الفحيص بالنسبة لي، «تِحْلاية»، أو بمثابة «حبّة الملبّس» التي تمنحني «راحة» بعد «مارثون» انشغالي بمهرجانات الصيف.

وهذه المرة، تسللتُ وحيدا الى «الخيمة» المجاورة للفعاليات، واختبأتُ بين العائلات والكائنات التي بعضها يعرفني وبعضها لم «يتشرف» بعد بذلك، وأمامه «فرصة»
في المستقبل، ليكتشف «جنوني» و»حماقاتي» ما ظَهر منها وما استتر.
كنتُ أُمنّي النّفْس بـ «نَفَس» أرجيلة، وكان هدفي «تأمل» المشهد العام للمدينة والناس من حولي بكل «حريّة».
وما ان دخلتُ المكان، حتى وجدتُ من يُغدق عليّ بالتحيات والسلامات، وتبرع ثلاثة أشخاص لدعوتي، اكتفيتُ بدعوة واحدة فقط، لشخص مشكورا، وقدم لي «أرجيلة» متحدثا عبر الهاتف مع مسؤول «المقهى» الذي لم يكن أقل كرما من ماجد حدادين وحرتُ بين الدعوتين.
اختار الرجل ( وليد العديلي) أن يكون «نفس الأرجيلة» بنكهة «البطّيخ والنعناع»، ومع اول «شفطة»، سرحتُ في البيوت المحيطة بموقع المهرجان ولفت انتباهي ابرزها وهو بيت عماد الداوود الذي كان ينافس القمر في إطلالته من بعيد.
ومن الغرب الى الشرق الى الجهات الاربع، كانت العائلات الفحيصية تسهر كل على شرفة بيته،وكانهم على موعد مع الفرح السنوي.
أهل الفحيص مثل اهل نابلس مثل اهالي لبنان»كيّيفة» وأصحاب»ذوق ومزاج عالي». فتجد الياسمين واشجار الدرّاق والعنب تحيط بالبيت، والأرجيلة، سواء « تمباك»أو « معسّل» ومنقل الفحم المعدّ دوما للشواء و «تلقيم» الأرجيلة بالجمر والكثير من.. البهجة.
كل مرة نكتشف اصدقاء جددا، وكل عام تزيد محبتنا لاهالي الفحيص الذين يحيطون مهرجانهم بمشاعرهم وأشواقهم.
كل مرة، نذهب الى الفحيص،ندرك اهمية ان يكون المرء عاشقا للحياة ومحبا للناس، وبخاصة اذا كان هؤلاء يحملون في «جيناتهم» الفرح، ويخبئون تحت مساماتهم العطش لرائحة الياسمين ويجري الفن في عروقهم.
طوبى لـ «عيال الحصان».
ومزيدا من «الجمر» كي تبقى «الأرجيلة» وقّادة بظلام الليل.!!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة