الأحد 2024-12-15 04:57 ص

أرخت عمان وظائفها!

08:14 ص

كولمبس اكتشف أميركا، ومع ذلك لا يوجد أحد من آل كولمبس الكرام في مناصب الدولة حتى لو كان متصرف ناحية في واشنطن، وواجهة ال كولمبس العشائرية عبارة عن حديقة فيها (مرجيحة) وشوّاية وكلب للحراسة. وليام جيلبرت اكتشف الكهرباء ولولا هذا الغانم لما عرفنا التلفاز ولا الانارة ولا الغسالة بنشافة.. الخ.


تخيل فقط عدم وجود الغسالة بنشافة في حياتنا حيث تحتاج سيدة المنزل الى ساعة حتى (تبح) الغسيل. ومع أن هذا الرجل خدم البشرية جمعاء وستر عيوبنا ولم تعد تميز بعد اختراعه الأسد من الارنب الا أننا لم نرد له العرفان والجميل حيث لا يوجد من أحفاد وليام ولو جابي كهرباء.

الاخوان رايت ينسب لهما الفضل باختراع أول طائرة وبعد موتهما لم يعد أحد يذكرهما سوى برامج المسابقات، ولم يذكر أن إحدى شقيقاتهما قالت: وانا أختك يا رايت، من باب التباهي، بينما هناك سيدة كلما دخلت عرسا قالت: وانا أختك يا مطلق، حتى خيل للحضور أن مطلق مخترع الآيباد، والحقيقة المؤلمة أن مطلق سرق عنزة وكان سببا في نزوحهم عن القبيلة وهذا الفعل في ذلك الزمان كان من أفعال البطولة والشجاعة!

(شي هوانج تي) كان له الفضل في بناء سور الصين العظيم، ومات ولم تزغرد له صينية: هاااي يا (تي) حوّطتك بالله، ولا يوجد باسمه ولو باب أو (طاقة)، بل أسموه سور الصين العظيم، بينما رئيس بلدية عندما قام بتزفيت شارع أسماه باسم والده، مع العلم أن الوالد لم يقدم أي خدمات جليلة للوطن ولم يقاتل في أي معركة ضد العدو فهو طوال حياته كان يعمل مطهّر أولاد مقابل صاع عدس!

نماذج خدمت البشرية وليس فقط أوطانها، ومع ذلك لا تجد أن أحفادهم أرادوا ثمنا لاختراعات الاجداد، ولم يبتزوا دولهم بمناصب ومكاسب، بينما في الأردن أجد هذا السجال المخجل بين المسؤولين على تعيين أبنائهم!!

كل مسؤول يريد أن يزرع ابنه في مؤسسات الدولة، ليس رقيب سير أو ممرضا في مستشفى حكومي أو موظف تحصيل في البلدية. كلهم مستشارون أو وزراء أو مدراء!

لو أردنا تكريمكم على أرقام المديونية ونسب البطالة والفقر وتردي خدمات البنى التحتية لخجلتم أن تخرجوا من بيوتكم لسوء إنجازاتكم لا أن تخلد أسماؤكم في مناصب الدولة!

وانتم تتعاتبون على سحب السيارات احترموا من يقف حارسا على الحدود ليحمي الوطن. وأنتم تتنابزون بالمناصب احترموا أمهات الشهداء الصابرات بأن دماء فلذات الأكباد لم تذهب هدرا. وانتم تنعمون برواتب المستشارين بلا عمل اخجلوا من طوابير المعونة الوطنية التي أصبحت أطول من خط الاستواء!!

حين كان مسؤول سابق يتباكى على شاشات التلفاز من خطر انهيار الدينار، وحين كان يجلدنا الرفعة تلو الرفعة ويطالبنا بشد الأحزمة، كانت عمان ترخي وظائفها لمستشار بآلاف الدنانير دون أن يستشار ودون أن يحضر لمكتبه في دولة المؤسسات والقانون. يقول الحق: 'كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون'. صدق الله العظيم.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة