على أن السؤال الذي طرحه المعلقون من الذين ذكرونا بعلماء عرب أفذاذ برعوا في الغرب .. لماذا يبدعون هناك ؟ وما الذي يكشف عن مواهبهم هناك وهو ليس موجودا هنا ؟.
صحيح أن الأرض العربية أنجبتهم كبشر لكن أرضا غير عربية أنجبتهم كعلماء مبدعين , وهو في أسبابه لا يحتاج الى دراسة وتحليل , فالأسباب حاضرة معه وفيه وإن جاز لنا أن نلخصها , فهي تتلخص بحواضن الإبداع وهو فن وإبتكار لا يكترث الا للموهبة ينميها ويرعاها ويستفيذ منها ويطورها دون أن يلتفت الى ما نلتفت اليه هنا في أرض العرب , فالفرص في الغرب التي تمدنت دوله على وقع الحرب والإقتتال لتنبذ كل ما خلا هي فرص تمنح للإبداع وليس للمبدع ذاته بمعنى أن ما يلتفت اليه الرعاة هناك هي الفكرة ذاتها وليس صاحبها المجرد .
أتفق مع كل المعلقين وقد قال أحدهم «أن نفس هؤلاء العرب الذين لا يقدمون مساهمات علمية كبيرة للعالم ظاهريا، يبدعون في الجامعات الاجنبية وبنسب لا تقل عن الشعوب الاخرى», وهذا صحيح فهم لم يبدعوا الا في الجامعات والمجتمعات الغربية ولم يبدعوا الا لأنهم ذهبوا اليها ولجأوا اليها مثل الدكتور أحمد زويل الامريكي المصري الحائز على جائزه نوبل في الكيمياء والدكتور طبيب القلب المشهور مايكل الدبغي اللبناني والدكتور فاروق الباز الاميركي المصري المشهور في وكاله الفضاء الاميركية ناسا ، بل وأزيد المعلقين وأذكر عبد العالي الحوضي المغربي في فرنسا الذي يشرح السرطان بالتكنولوجيا الحيوية و العالم الفلسطيني منير حسن نايفة أحد أبرز علماء الفيزياء في القرن العشرين الذي ارتبط اسمه باكتشاف أسرار جديدة للذرة وعادل الشريف العراقي الذي يحلي المياه بأحدث التقنيات في بريطانيا ومايكل عطية عالم الرياضيات اللبناني المتخصص بعلم الهندسة في بريطانيا والسورية شادية رفاعي حبال التي تشغل منصب أستاذة كرسي فيزياء الفضاء في جامعة ويلز- بريطانيا والعشرات بل والمئات غيرهم ممن نعرفهم وممن لا نعرفهم ممن يعملون في شركات الإتصالات والإنترنت والإنتاج السينمائي وهي المهن المرتبطة بالإبداع والإبتكار ومنهم مدرسون في أعتى الجامعات الأميركية والأوروبية وغيرها, كل ذلك صحيح لكن السؤال الأهم هو هل سيحظى كل هؤلاء العباقرة بذات الفرص لو أنهم بقوا على أرضهم العربية ؟
للإجابة على هذا السؤال , أحيل المعلقين والقراء الى الواقع الذي نعيش , فأنظر الى ماذا وعلى ماذا تنصب كل الجهود والثروات العربية , اليس في تكريس الظلم وغياب العدالة وقتل تكافؤ الفرص من قبل , وقبل أن تتحول الى إقتتال دام لا يغادر في أسبابه حواجز الفتن وبقايا إختلافات تم إيقاظها وقد كانت مخبأة لقرون أو أن يفترض أنها قد دفنت .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو