السبت 2024-12-14 04:08 ص

أسر متوسطة ومحدودة الدخل تلجأ لتخزين السلع تفاديا لارتفاع أسعارها في رمضان

09:32 ص

الوكيل - مع تحويل راتب زوجها الحكومي الى البنك قبل 4 أيام أصبح من الممكن أن تقوم سلوى بشراء حاجيات رمضان الذي لم يبق على قدومه سوى أقل من اسبوعين.

'اشتريت تنكة زيت قلي، وتنكة جبنة بيضاء، وفرزت ورق دوالي، وملوخية' وقام زوجي هذا الشهر بشراء كيس كبير أرز وآخر سكر، ولم نشتر بعد اللحمة والدجاج' تقول سلوى (43 عاما).
وتضيف سلوى، التي يقدر راتب زوجها بحوالي 500 دينار، 'قررنا شراء الحاجات الأساسية التي نستهلكها أكثر في رمضان قبل بداية الشهر، وقبل أن نقوم بصرف الراتب على حاجياتنا الأخرى'.
وتبين سلوى ان 'رمضان سيهل علينا في العاشر من الشهر المقبل، وقد لا نملك في ذلك الوقت ما يكفي من المال لشراء مستلزماتنا للشهر الفضيل الذي يزيد فيه استهلاكنا خصوصا في أول أيامه'.
وبابتسامة بسيطة أضافت سلوى 'فلابدّ من عمل 3 عزايم بداية رمضان، واحدة لأهل زوجي ومثلها لأهلي، وأخرى لابنتي المتزوجة وأهل زوجها؛ حيث أننا نفضل أن نقيم هذه الولائم بداية الشهر قبل أن 'نلتحق' بالراتب'.
سلوى، التي تقطن في حي نزال وتعمل كمعلمة في احدى الحضانات براتب 250 دينارا، تدرك تماما أنّ دخلها وزوجها يكاد لا يكفيهم في الأيام العادية في ظل استحقاقات لا بدّ من دفعها من إيجار المنزل وفواتير الكهرباء والماء، ومصروف ابنها الذي يدرس في الجامعة ومصاريف ابنتيها اللتين ما تزالان في الصفوف الاعدادية، إلى مصاريف الأكل والشرب والتدفئة 'أيام الشتاء'.
وفي رمضان ومع ارتفاع الأسعار الذي طرأ على السلع في الأيام القليلة الماضية والذي سيحدث، وفق توقعات سلوى، كما هو كل عام، سيكون من الصعب الإيفاء بجميع الالتزامات مرة واحدة، ما استدعى أن تقوم قبل أسابيع من قدوم الشهر بالتجهيز وشراء حاجيات الأسرة أولا بأول حتى لا تضطر هي وزوجها 'للاستدانة والتسلف على راتب الشهر المقبل' والذي سيخصم منه بالضرورة 'التزمات عيد الفطر'.
سلوى وعائلتها تعتبر من عائلات الطبقة الوسطى التي تشكل 41.1 % من المجتمع الأردني والتي يتراوح حجم انفاقها الشهري بين 510 و1.020 دينار شهريا، وفق احصائيات دائرة الاحصاءات العامة.
وهي أيضا من بين الأسر التي ستتأثر بارتفاع الأسعار بحكم أنها تنتمي للطبقة الوسطى، وفق استاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الحموري، والذي أكد بأنّ مواطني الطبقة الوسطى هم من ستهتز ميزانياتهم خلال رمضان بحكم ارتفاع الأسعار في هذا الشهر وبحكم ارتفاع الأسعار المتوقع مع رفع أسعار الكهرباء، ناهيك عن أنّ النمط الاستهلاكي للأردنيين في هذا الشهر مختلف عن باقي الأشهر.
وألمح الحموري الى أن كثيرا من الاسر الاردنية عادة ما تخرج من هذا الشهر بدين، إلا إذا كانت قد ادخرت جزءا من الأموال لتقوم بصرفها خلال رمضان.
ودعا الحموري الى ضرورة أن يكون الاستهلاك في هذا الشهر كباقي الأشهر، دون أن يكون هناك أي تبذير في الاستهلاك أو تغيير في نمط الاستهلاك.
يشار الى أنّ معدل التضخم في المملكة ارتفع 7 % خلال الثلث الأول من العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب الاحصاءات الرسمية، وقد كان من أبرز المجموعات السلعية التي ساهمت بهذا الارتفاع: مجموعة 'النقل' التي ارتفعت أسعارها 18.6 %، ومجموعة 'الوقود والانارة' التي ارتفعت أسعارها 25.2 %، ومجموعة 'الخضراوات' التي ارتفعت أسعارها 18.5 %، ومجموعة 'اللحوم والدواجن' التي ارتفعت أسعارها 8.0 %، ومجموعة 'الإيجارات' التي ارتفعت بنسبة 2.6 %.
فيما من المتوقع أن ترتفع أسعار التضخم وفق التوقعات الحكومية بحوالي 1.8 % خلال الفترة المقبلة تزامنا مع ارتفاع اسعار الكهرباء على القطاعات الصناعية والتجارية والذي تقرر أخيرا بأن يمكون 15 %.

سماح بيبرس

الغد

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة