الثلاثاء 2025-03-04 00:22 ص

أصدقاؤه سقوه مسكرا وانتزعوا كليته وباعوها

12:27 ص

الوكيل - 'وقعت ضحية لطيش الشباب ورفاق السوء الذين سلبوني حياتي ورموني وحيدا أصارع من أجل إكمال مشوار العمر بجسد هزيل وفكر مشتت ونفس تدفعني للموت'، بهذه الكلمات بدأ الثلاثيني بسرد قصته، بعد أن فقد كليته حين تآمر عليه أصحابه وأحد تجار الأعضاء البشرية في إحدى الدول المجاورة قبل 13 عاما، فدمروا كل آماله المستقبلية وأحلامه الجميلة، ولم يعطوه سوى 50 دينارا أجرة الطريق من بغداد الى عمان.


يذكر أحمد (32 عاما) ذلك اليوم المشؤوم حيث عرض عليه أصدقاؤه مرافقتهم في رحلة سياحية الى إحدى الدول العربية المجاورة. ويقول 'لملمت على عجل ما استطعت أن أدخره من عملي وأخذت إجازة لمدة ثمانية أيام، وكلي أمل أن أرى السعادة في هذه الرحلة حيث كنت صغيرا حينها، وكلي شوق لاستكشاف كل ما هو جديد، ولم أكن أعرف أنها ستكون نهاية الحياة بالنسبة لي'.

يوضح أحمد أنه غادر مع أصدقائه الى سورية ومن ثم الى العراق، حيث أقاموا فور وصولهم 'ليلة حمراء'، لم يفق من سكرتها إلا في اليوم التالي، حيث فوجئ بأحد الأشخاص يضعه 'أمام خيارات ثلاثة أحلاهم مر كالعلقم'.

ويوضح أن أصدقاءه والتاجر قاموا خلال تلك الليلة بتوقيعه على شيكات مالية بمبلغ كبير كوسيلة للضغط عليه لنيل مرادهم.

ويتابع أحمد أن 'التاجر وضعه أمام ثلاثة خيارات؛ إما أن يدفع المبلغ أو أن يتم قتله أو أن يتبرع بكليته'، فما كان منه إلا أن وافق مرغما على الخيار الثالث، الذي رأى فيه طوق نجاة، خصوصا أنه في بلاد الغربة لا يعرف فيها أحدا.

ويشير الى أنه اقتيد الى أحد المستشفيات، حيث تم استئصال إحدى كليتيه، بعد أن أجريت له الفحوصات الطبية اللازمة لذلك، وكانت تلك هي نقطة التحول حيث بدأت متاعبه بعد تلك اللحظة.

ويوضح أحمد أنه وخلال الأشهر الثلاثة الأولى التي أعقبت العملية بقي طريح الفراش، لا يستطيع النهوض، حيث عمل التاجر على علاجه في أحد المستشفيات الى أن تحسنت حالته الصحية، فطلب منه مغادرة البلاد على الفور بعد أن أعطاه مبلغ 50 دينارا أجرة الطريق الى الوطن.

ومنذ ذلك الوقت وأحمد يعاني الأمرين جراء الحادثة التي ضيعت مستقبله وسببت له آلاما نفسية وجسدية لا يعلمها كما يقول سوى من جربها، حيث تشير التقارير الطبية إلى أن أحمد يعاني من عجز نسبته 75 % ما جعله غير قادر على العمل، خصوصا في فصل الصيف، حيث تنقص السوائل في جسمه ما يجعله حبيس جدران البيت.

يؤكد أحمد أنه حاول التأقلم مع الوضع الحالي والمضي قدما في معترك الحياة، خصوصا بعد أن حصل من صندوق المعونة الوطنية على راتب قدره ستون دينارا شهريا، ما حفزه الى تكوين أسرة تسانده وتخفف آلامه.

ويبين أنه تزوج وأنجب ثلاثة أطفال، إلا أن متطلبات الحياة وعدم قدرته على إعالة أبنائه وزوجته وأبناء زوجته الأيتام زادت من معاناته ومتاعبه النفسية، لأنه لا يستطيع العمل ليوفر لعائلته أجرة البيت وأثمان الماء والكهرباء والتي يبلغ مجموعها شهريا حوالي مائة دينار، عدا عن توفير الطعام والشراب والحليب والملبس لأطفاله.

ويختتم بالقول إنه كلما مر يوم كبرت مصيبته، فهو يرى أطفاله يكبرون، ومتطلباتهم تزداد، ولا يجد سوى الندم والحسرة التي ملأت قلبه وعقله، مؤكدا أن كل ما ينشده من هذه الحياة هو 'سترة الحال'. (الغد)


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة