الأحد 2024-12-15 03:46 ص

أقوال السلف أقوال علي بن أبي طالب

07:45 ص

الوكيل - قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ) يا سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في خير، عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في الحاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا، فلو كان لا يرجو ثوابا ولا يخشى عقابا لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق، فإنها تدل على سبيل النجاح (.


وقال رضي الله عنه لكميل بن زياد: ) القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة، عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق (.

يا كميل: العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، والعلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة، يا كميل: محبة العالم دين يدان بها، العلم يكسب العالم الطاعة لربه في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، وصنيعة المال تزول بزواله، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، يا كميل: مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم فى القلوب موجودة، هاه إن ههنا لعلما وأشار إلى صدره لو أصبت له حملة، ثم قال: اللهم بلى أصبته لَقِنًا غير مأمون، يستعمل آلة الدين في الدنيا، ويستظهر بحجج الله على أوليائه، وبنعمه على كتابه، أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة له فى أحيائه، يقدح الزيغ فى قلبه بأول عارض من شبهة، اللهم لا ذا ولا ذاك، أو منهوما باللذات سلس القياد للشهوات ومغرما بالجمع والادخار، وليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حملته، ثم قال: اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، إما ظاهر مشهور، وإما خائف مغمور، لئلا يبطل حجج الله وبيناته، وكم وأين أولئك، أولئك الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها فى قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فباشروا روح اليقين، واستسهلوا ما استوعر منه المترفون، وآنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، يا كميل: أولئك خلفاء الله فى أرضه، الدعاة إلى دينه، هاه شوقا إلى رؤيتهم، أستغفر الله لي ولك ?. ، وقال الخطيب البغدادي : 'هذا الحديث من أحسن الأحاديث معنى، وأشرفها لفظا، وتقسيم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الناس في أوله تقسيم في غاية الصحة، ونهاية السداد، لأن الإنسان لا يخلو من أحد الأقسام الثلاثة التي ذكرها مع كمال العقل، وإزاحة العلل، إما أن يكون عالما، أو متعلِّما، أو مُغفَّلا للعلم وطلبه، ليس بعالم، ولا طالب له'.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة