إذا لم يعُدْ وفد نظام بشار الأسد اليوم إلى جنيف لإستئناف المفاوضات، التي لم تبدأ مع المعارضة السورية، فإن هذا يؤكد المعلومات التي تتحدث عن أن هذا النظام بعدما تيقن من إفلاسه وفشله بدأ يعمل ليس منذ الآن وإنما مبكراًّ على «خيار» التقسيم والدليل هو رفع شعار :»سوريا المفيدة» وهو الإعلان عن أنه مهما كان حجم الخسائر في هذه الحرب فإنَّ هذا الذي يحكم في دمشق يعتبر نفسه رابحاً لأن النتيجة كانت تحقيق «الإنسجام الإجتماعي» أي تدني نسبة أبناء الطائفة السنية مقابل الطوائف الأخرى.
من المفترض أن الحريص على وحدة سوريا وعودتها «ديموغرافيا» إلى ما كانت عليه قبل آذار (مارس) 2011 هو الأكثر تمسكاً بـ «جنيف1« وبالمفاوضات مع المعارضة وبحلٍّ يوحد الشعب السوري بكل فئاته وبكل مكوناته الإجتماعية والمذهبية وأيضاً العرقية وهو الأكثر إستعداداً لتنازلات متبادلة وحتى وإنْ كان من بينها تنازله عن كرسي الحكم لحساب حلٍّ توافقي عنوانه الوحدة الوطنية والديموقراطية والمساواة بين كل أبناء الشعب السوري ...كلهم بغض النظر عن إنتماءاتهم الطائفية والدينية والقومية .
لقد كان بإمكان زين العابدين بن علي الذي إنطلقت شرارة الربيع العربي من بلده أن يفعل أكثر كثيراً مما فعله وما يفعله بشار الأسد فهو ينتمي إلى الأكثرية في بلده وهو يتسلح بحزب مارس الحكم لسنوات طويلة إن في عهد المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبه وإن بعد ذلك وهو ضابط إستخبارات قديم يعرف كل مفصل من فصائل بلده حتى بما في ذلك الحيثيات الصغيرة لكنه بدافع حرصه على بلده إختار التنحي والمغادرة إلى الخارج واللجوء إلى إحدى الدول العربية الشقيقة.
ثم وقد كان بإمكان حسني مبارك أن «يستعصي» في كرسي الحكم وأن يضع ولو فرقة من الجيش الذي بقي يقوده ويرأسه لسنوات طويلة في وجه «ميدان التحرير» لكنه لم يفعل هذا لأن ولاءه لمصر أكثر كثيراً من تمسكه بقصر الرئاسة ولأنه كان يعرف أن بديل تنحّيه هو إنهيار الدولة المصرية كدولة وهو الحرب الأهلية المدمرة وبلا أي نهاية ولذلك فإنه فضل التنحي وقبل بأن «يُجرْجَر» إلى المحاكم والمعتقلات كي يجنب أرض الكنانة كل هذه الويلات التي تعرضت وتتعرض لها سوريا ..بل وربما أكثر منها.
كانت وصية حافظ الأسد وهو على فراش الموت لمن بعده أن يتمسك بشعار:»إلى الأبد يا أسد» وأن لا يتخلى عن كرسي الحكم حتى وإن لم يبق في سوريا حجر على حجر وحتى وإن اضطر في النهاية إلى إقامة «دوقية» صغيرة في اللاذقية وبانياس وطرطوس والقرداحة وجبال العلويين وحقيقة أن خيار «سوريا المفيدة» هو هذا الخيار وإن من يرفض التفاوض مع الثائرين عليه من أبناء شعبه يسعى لـ»الإنسجام الإجتماعي» أي التجانس الطائفي وهذا معناه التقسيم وحتى وإن بقي هذا يرفع شعار:أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو