الأحد 2024-11-24 13:38 م

أهازيج وأوشحة وتحية إجلال للشهيد أبو ليلى بالأردن

10:51 م
في حضرة الشهداء لا حديث إلا عمن قدموا أنفسهم فداء للدين والوطن، فهنا خطيب قام يمجدهم وآخر رفع يده مقدما التحية العسكرية لصورهم وآخر لبس وشاحا وقبعة مزينة بصورهم.


في "صيوان" (خيمة كبيرة) منصوب على مدخل مدينة الهاشمية العريقة في محافظة الزرقاء، يستقبلك المنظمون من حراك أحرار قبيلة بني حسن بالقهوة السادة والتمور والحلويات، وتملأ المكان الأهازيج الوطنية الأردنية والفلسطينية.

فقد شارك المئات من الأردنيين والفلسطينيين في عرس وطني أقامه حراك أحرار قبيلة بني حسن الأردنية في مدينة الزرقاء شرق العاصمة عمان، للشهيد عمر أبو ليلى الذي نفذ عملية عند مدخل مستوطنة أريئيل بالضفة الغربية يوم الأحد أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي ومستوطنين، وخاض اشتباكا متعددا مع جيش الاحتلال قبل استشهاده مساء الثلاثاء الماضي.

وحدة ووعي

وتقبل المنظمون في العرس الوطني التهاني بـ"عرس شهداء فلسطين"، وتزين الصيوان بصورة كبيرة للشهداء: عمر أبو ليلى ورائد حمدان وزيد نوري.

حراك أحرار قبيلة بني حسن -التي تعرف في الأردن بـ"قبيلة المليون"- زينو الصيوان بلافتة كبيرة حملت شعارا "لم يبقَ لنا خيار مع الصهيونية وعملائها سوى البندقية.. بوحدتنا ووعينا نحرر فلسطين من المحتل والأردن من الفاسدين".

عرس الشهداء تزامن مع احتفالات المملكة بالذكرى 51 لانتصار الجيش العربي المصطفوي على قوات الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة، إبان محاولة الجيش الإسرائيلي احتلال مناطق الأغوار الأردنية المحاذية للشريط الحدودي مع الأراضي الفلسطينية.

تمجيد المقاومة

في حضرة الشهداء تغيب حدود سايكس بيكو التي قسّم بها الاحتلال البریطاني والفرنسي بلاد الشام إلى أربع دول، ويغيب ما يردده البعض عن الأصول والمنابت بين الأردنيين.

الحديث المشترك بين المستقبلين والمهنئين ينصب على تمجيد المقاومة ودعمها بالغالي والنفيس، وترسيخ الوحدة الوطنية بين الأردنيين وتقديسها، فالوجدان الأردني مرتبط بقوة بفلسطین، وھو وجدان واحد على ضفتي نهر الأردن.

نعيم أبو ردنية منسق حراك قبيلة بني حسن والقائم على "العرس" يتقدم المستقبلين، وحديثه منصب دائما على دعم المقاومة وتثبيت الفلسطينيين في أرضهم لإفشال المخططات الإسرائيلية لتهويد فلسطين وطرد أهلها.

رسائل الشهداء

أبو ردنية قال إن الهدف من عرس الشهداء هو توجيه عدة رسائل، أهمها أن "البندقية هي الحوار الوحيد الذي يفهمه الاحتلال الصهيوني ومن خلفه التحالفات الأميركية والأوروبية والعربية للأسف الداعمة له".

والرسالة الثانية "لأهلنا في فلسطين أنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة المقدسة، فالشعوب العربية والإسلامية حيّة، وتنتظر الفرصة المناسبة لتنال نصيبها من شرف قتال العدو الصهيوني، ومواقف الأنظمة العربية في هذا المجال لا تعبر عن الشعوب".

أما ثالث الرسائل "فالأردنيون متمسكون بوحدتهم الوطنية، ولا مكان للمندسين والعنصريين بيننا، فكما تحقق الانتصار في معركة الكرامة بالوحدة والاتحاد، سيتحقق تحرير فلسطين بجهود كل الأردنيين والعرب الشرفاء".

شهداء الأردن بفلسطين

القاصدون لعرس الشهداء متنوعون، فمنهم أعضاء مجلس النواب الأردني والشخصيات الوطنية والقيادات في الحراكات الشعبية وممثلو الأحزاب السياسية، يجمعهم تمجيد مقاومة الاحتلال ووضع الأبطال في مكانتهم السامية، فالذاكرة الوطنية الأردنية حافلة بعشرات الرموز من الشهداء الأوفياء.

وفد كبير من مخيم البقعة زار عرس الشهداء، يتقدمهم القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي في المخيم نعيم جعابو الذي استذكر الشهداء الأردنيين على ثرى فلسطين دفاعا عن حماها منذ نكبة عام 1948 ولغاية انتصار معركة الكرامة الخالدة.

جعابو قال إن الدم الأردني والفلسطيني الذي امتزج في معركة الكرامة بين الفدائي الفلسطيني والعسكري الأردني، ما زال يعطر الأجواء وينفث خبث الداعين للتفرقة بين الأردنيين، فهم من سطروا بدمائهم طريق النصر وعلموا المحتلين أقوى الدروس.

مراهنات يائسة

رمزية احتفاء الأردنيين بالشهيد عمر أبو ليلى وشهداء فلسطين توجه رسالة صارخة -وفق مراقبين- مفادها أن حالة العداء الشعبي لإسرائيل راسخة بين الأردنيين، لا يمكن أن يزحزحها اللعب على وتر المنابت والأصول والجغرافيا والديمغرافيا الأردنية الفلسطينية.

ويرى هؤلاء المراقبون أن الضغوط الاقتصادية والسياسية الممارسة على الأردن الرسمي والشعبي، تهدف إلى دفعه للقبول بالتسويات والحلول المقترحة في ما يعرف بصفقة القرن وعزل الأردنيين عن قضاياهم.

(المصدر: الجزيرة)
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة