الأحد 2024-12-15 12:57 م

أيها الناس .. احذروا المؤامرة

11:45 ص

إذا كنا وما زلنا نرفض رفع الدعم عن أية سلعة ضرورية يستخدمها المواطنون الفقراء ومتوسطو الحال فإننا بالوقت نفسه لا نقبل كأبناء وطن أن تتحول لغة التعبير الديمقراطي الحضاري الضاغط إلى لغة عنف وتهديد لأمن الوطن واستقراره ، أو أن تستغله قوى سياسية بعينها وتجييره لصالح منافعها المبتورة . ولا نقبل أن يكونوا رواد الكلمة وقادة مكبرات الصوت . ولا نحن كأبناء شعب ولا الحراك ولا الأحزاب نقبل أن يكون هؤلاء في مقدمة مسيراتنا الشعبية ولا يمكن أيضا أن تصبح الديمقراطية صيغة شرعية لمثل هؤلاء.

لا نقبل من تلفزيوننا الوطني الذي يشاهده 60% من أبناء الأردن أن يكرر علينا الشخصيات نفسها التي مقتها الشعب لتخرج علينا في وقت نعض فيه على النواجذ لينظّروا علينا ، وهم جزء من هذا الجو العام الذي يطلب الناس تغييره .
خطة الإخوان المسلمين أصبحت واضحة ، فخطتهم أولا الخروج من المأزق السياسي الخطير الذي وضعوا انفسهم فيه بلاءاتهم المتكررة وصراعاتهم الداخلية ، وثانيا تحقيق أهدافهم بفرض شروطهم أو جلها وإعادة النظر بقانون الانتخابات وتأجيلها ، وثالثا مشاركتهم في الانتخابات القادمة مع ضمان اكبر نسبة من المقاعد في المجلس القادم . كل ذلك تطلب من الإخوان التفكير بطريقة الهاب الشارع وتصعيد المواقف والوصول لحالة تفرض حالة الطوارئ وإيقاف العمل بكل القوانين المعمولة، بما فيها قانون الانتخاب .
الشروط التي وضعها الإخوان أمام نائب رئيس الوزراء الذي تحدث معهم بلغة الوطن وأمن المواطن واستقراره الشامل تؤكد بما لا يدع للشك أن الإخوان يعتقدون أن إثارة المشاكل في الوطن والدفع باستخدام العنف بما فيه إطلاق النار على المراكز الأمنية والدفع بالشباب غير المعروفين بانضمامهم للحركة والدفع لأصحاب السوابق للمشاركة في التخريب والتدمير ، مع النزول للشارع ورفع سقف الشعارات والتوجيه نحو العنف الشارعي ومن ثم الانسحاب شيئا فشيئا إنما سيوقع الفوضى في الشارع الأردني وسيؤدي إلى إراقة الدماء حيث راهن الإخوان على قدرة الأمن على الصبر عندما يصل الأمر إلى مستوى تهديد حياة أفراده ، فجاءت الخطة على اكثر من جانب تحريض الناس ، والمشاركة معهم مبدئيا ، تنظيم جماعات للاعتداء على المراكز الأمنية البعيدة بحيث تضمن الهرب وعدم الإمساك بها كما حصل في شفا بدران والوسطية ودفعوا بالشباب البريء الغاضب من البطالة المحبط من ضيق الحال اليائس من مسيرة الفساد في الوطن لأن يفجروا الغضب الداخلي .
الإخوان أرادوا من هذه الفوضى العارمة اثارة حالة اللأمن وتهديد الحياة العامة والأمن العام في الوطن فدفعوا ببعضهم لان يمارس دور القرصنة والسرقة والتهديد، فاستأجرت من أصحاب السوابق ووجهتهم نحو البنوك للسرقة ونحو الشوارع والطرق الرئيسية للقرصنة بإشهار السلاح في وجه المارة (للتشليح ) .
ودفعت المال للعديد من أصحاب السوابق والجرم وأصحاب الملفات للمشاركة في هذه المسيرات والتحرش (بالعسكر). ولهذا فقد شاهدنا العديد من الاعتداءات على المحاكم القضائية وإحراقها وإحراق ملفاتها وهو الأمر الذي يؤكد رغبة أصحاب السوابق في الانتقام من المحاكم وإحراق ملفاتهم فيها .
الإخوان أرادوا أن تصل البلاد إلى حالة الفوضى فتضطر الحكومة لفرض حالة الطوارئ وإجراء تفاهمات معهم يكونون فيها سيد الموقف ويعيدون فرض شروطهم بتأجيل الانتخابات وتغيير قانون الانتخاب مما يعيدون القهم في الشارع الأردني وبهيمنة مطلقة على الأحزاب والتيارات السياسية الأخرى بحيث يملكون اليد الطولى في قرار هذا الوطن .
ثقة زكي بني ارشيد من عدم إجراء الانتخابات وتكراره لهذا التصريح يؤكد فعلا حقيقة الخطة المرسومة التي بوركت من دول وقوى خارجية. شعار الإخوان بهذا العمل هو المصلحة أو الطوفان قتل من قتل حرق ما حرق، دمر ما دمر .
على الشعب أن يدرك ويعي ويصحى على ما يواجهه الأردن ، أليس إيقاف الدعم عنا جزءا من تلك الخطة ؟ أليس تركنا وحدنا نواجه أعباء الهجرة السورية جزء من الخطة خاصة وأننا بالأساس نعاني من شح شربة الماء ولقمة الطعام ؟
دعونا نرفض رفع الأسعار ، دعونا نحارب الفساد والمفسدين ، دعونا نقاوم بيع مقدرات الوطن ، دعونا نمنع توريث المناصب ومواقع صنع القرار ، دعونا نكشف البطانة الفاسدة في مواقع صنع القرار في الوطن ، دعونا نرتق بطرحنا في مواجهة كل ذلك ، فهل نحن مستعدون وقادرون ، هل نصنع حاضرنا ومستقبلنا ولا ننجر لحزب بعينه أو تيار يعرف من أين تؤكل الكتف ، الثقة بالمواطن كبيرة .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة