السبت 2024-12-14 11:49 ص

إحترت في مين أصوت

05:42 م

راكان راضي المجالي

عند مروري بالقرب من إحدى مزارع الدجاج الجنوبيه شعرتُ بوجود إطراب ما ، قلتُ في نفس (خليني أروح أشوف شو السالفة) ، دخلتُ إلى المزرعة وأصوات (البقيق) ترتفع ، توجهت للديك مباشرةُ وسألته ماذا يجري هنا ، فرد (قررنا نعمل مجلس منتخب) ، شو شو شو ... مجلس شو ، الديك (مجلس منتخب ديمقراطي) وسبب هذهِ الأصوات المرشحين للمجلس ، نظرة لما حولي من صور وشعارات وكان من الشعارات ( إنتخبوا مرشحكم لحماية بيضكم من القلي) و ( معاً للدفاع عن أرواح الدجاج) و ( سأقف بوجه الكنتاكي والبوبايز) ، أما بما يخص الصور فهنا الكارثة كانت جميعها متشابه ، أتت لي إحدى (الجاجات) وطلبت مني دعمها بالانتخابات ، طرحت عليها سؤالي لماذا رشحتي نفسكِ للإنتخابات فردت (ولويه ما أنزل ما ودك أنزل يعني هما أحسن مني بشي ) طلعت كركية الجاجه .... (لا يا خيتي إنزلي هما أحسن منك ماهي إمباققه بإمباققه) ، بعد ما جرى بالمزرعة لا تشاهد خلفي إلا الغبار هرباً .
أما بعالم الإنسان وخاصة الشأن الأردني ، تشتد المنافسة وترتفع الشعارات وتعلو أصوات مسجل السيارات بأغنية ( الأسامي هيه هيه) ، ولماذا لا تتكرر الأسماء بما أنه لن يترتب عليه تكاليف الدعاية والإعلان وعلى ما أتوقع أن السبب شركات الدعاية والإعلان لتقديمها عرض مغري للنواب وهو ( ترشحك الأول عليك وخمسه علينا) وهنا السر تقوم الشركة بفك الصور والشعارات الانتخابية بعد انتهاء التصويت وتخزينها في مخازن خاصة وعند الانتخابات التالية تُخرجُها من المخزن (خبيثة لعبتها) ولهذا تمضي الأربع سنين الأولى والثانية و و و... ولم يتغير شكل المرشح أبداً ولا شعاره ولا (اللوجو) أقولها من قلبي (يحيا الذكاء) ، محزن جداً ما أشاهده بهذه الفترة وخاصة تلك الشعارات من نواب سابقين ، أود بلحظتها لو أتكلم مع الصورة وأسأله لما لم تطبق هذا الشعار بالسابق عندما كانت الفرصة متاحة ، أنت سبب هذا الوضع ( لضعفك ، لصمتك ، لجشعك) ، ما ينقص الشارع في هذهِ الفترة ليس المال وليس إصلاحات و محاسبة الفاسدين وشعارات ، ما ينقصه (الثقة) وليس ثقة (111) ثقة حقيقية تصدر من قلب الشعب لمسئوله ، أخواني المرشحين من النواب السابقين أقولها بصدق (أعذروني أنا لا أثق بأحد منكم) ، وأتأمل بمجلس نيابي جديد برؤية جديدة بوجوه جديدة لعلها تستعيد تلك الثقة الضائعة لدينا ، وأختم كتابتي في بعض الكلمات التالية :
أسماءٌ تسقـطُ في بلـدي ... وعيونٌ تطمعُ في بلدي
الخاسرُ بعدي هو ولدي ... يكفي وطني ينزف دمع

ما عاد القلبُ يتحمل .... ذلً و مرارً تغلل
عملً وعطاءً يتأمل .... يكفي وطني ينزفُ دمع

بقلم : راكان راضي المجالي


rakan_mj@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة