السبت 2024-12-14 11:29 ص

إسأل الكرسي

03:19 م

قد تستغرب وتقول لنفسك وهل الكرسي يتكلم ؟! , نعم هنالك كراسي تتحدث وتروي قصص لإبطال جلسوا عليها وبقيت سيرتهم عطره على مر الزمان, انه ليس بكرسي السيارة أو كرسي البيت الذي يتكلم بل كرسي المسؤولية والذي يكون الحمل عليه ثقيل جدا .

فهناك كراسي تشعر وتتمنى وترجو كما هو الإنسان , تتمنى أن يبقى الشخص الذي يجلس عليها طوال حياته وان لا تبعد عنه , فهي تريد الشخص الذي يتمتع بصفات تميزه عن غيره وتريد أيضا ذلك الشخص الذي حينما يجلس على كرسيه يبدأ بالعمل والإخلاص وان يقدم كل ما لديه , وكأنه يجلس عليه لأخر يوم في حياته , كما ترجو في بعض الأحيان الخلاص من الشخص الذي يجلس فوقها .

سيقول البعض وهل بقي من أصحاب الكراسي من يترك وراءه البصمة داخل محيط عمله , نعم هناك ولكن قلة هم .

ليس المهم الجلوس والحصول على اللقب الوظيفي , لكن الأهم هو ترك اسمك محفورا على الكرسي من بعدك , وتجعل لك نهج يسير عليه من هم بعدك , ولتبرهن ذلك قم باستدعاء موظف يعتبر من جيل الرعيل الأول وعلى مشارف التقاعد واطرح عليه سؤال من هم الأشخاص الذين جلسوا مكاني , الإجابة ستخرج بعفوية تامة وسيبدأ بطرح الأسماء التي كان لها الأثر العميق على نفس الموظف والعمل , وسيتم ذكر الأسماء حسب الشخوص التي تركت الأثر وراءها ليس الذكر من تسلم بالترتيب , لان هناك أشخاص قد ينسى الشخص ذكرها , أو حتى قم بطرح السؤال على الكرسي نفسه .. سيرد عليك بتلك الأسماء , فجاهد إلى العمل بإخلاص ونشر العدل حتى يذكرك الكرسي من بعدك .

المأساة التي تواجه كراسينا في الأردن هو ما أن يجلس المسؤول عليه حتى ينظر على كرسي الأعلى منه لذلك لا يهمه إن فعل شيء خلفه أم لا .


رامي العطيات
rami_atiyat@ymail.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة