الخميس 2024-11-28 19:29 م

إسماعين ..

07:49 ص

فجأة ..اختفى ( إسماعين ) من حياتي .. سنوات طويلة لم أره ..كنت أتعلم منه ( الهبل الجميل ) ..وهو من الشخصيات القليلة التي أثّرت في شخصيتي دون أن يعلم ..!! فهو ساخر بلا حدود ..كنت أحب لقاءه مع خالي مصطفى ..يتحول اللقاء إلى مسرحية كوميدية بامتياز ..لذا كنتُ أهرب من عالمي وأنا صغير باتجاههما ..!!



كان عمري ثلاث سنوات عندما طلب مني ( إسماعين ) أن أغني له ..فغنّيت : يا عمي يا خبّاز أخبزلي هالكعكات ..!! كان يقاطعني و يقول لي : كذاب كذاب ..كنت أبكي بحرارة الأطفال ..فيناديني خالي مصطفى و يقول لي : سيبك منو ..تعال عندي أنا ؛ وغنيلي ..فأركض باتجاهه و أغني : عمّي يا خباز اخبزلي هالكعكات ..!!فيقطع عليّ خالي مصطفى أيضا ويقول : كذّاب كذاب ..!! فأبكي أشد من الأول ..!! وهكذا يتناوبا عليّ ..وسط الضحك و القهقهات ..!! أتذكر هذه الحكاية كالخيال؛ ولكنها لازمتني طيلة حياتي فهناك من يرويها لي كل فترة.


كان قد عاد ( إسماعين ) في زيارة خاطفة من فلسطين قبل سنوات ..وما أن علمت حتى تركت العالم و ركضت إليه ..كنت أحسب أنني سأجد ( إسماعيل بعد التعديل ) ..وإذا بالكون كله يتغير؛ و اسماعين هو هو ..نفس اللوك ..نفس اللسان ( ما انطعج ولا اتغيّر ) ..نفس اللباس ..نفس الحركات ..والأهم ..نفس الهبل الجميل .. نعم؛ نفس الهبل ..فهو رأس المال .. وذات يوم كتبتُ لكم عن هبلي وقلت : يا هبل ما يهزّك ريح ..!! كنتُ أقصد هذا الهبل الذي يجمعني به؛ ويجمعني بكل من صنعوا تلقائيتي في التعبير ..!!


جاء إسماعين يومها...وعاد إلى فلسطين بعد أيّام ..وها أنا أنتظره ..فهو هناك في القدس ..ولو جاء و عاد ألف مرّة ..لن ينسى فخدة الجاجة التي تبقّت على ذات منسف ..وما كاد يمدّ يده عليها و قبل أن تصل أصابعه إليها حتى كانت في فمي ..سبقته إليها ..جمّع كل غضب العالم و معطني مسبّة خارقة حارقة ..ضحكنا وضحكنا و ضحكنا .. وقلنا : الله يستر من تاليها ..!! وبعد كل ذاك الضحك ..غاب إسماعين عشر سنوات ..وعندما عاد؛ لم أضحك كما أريد ..لأنني لا أريد أن أضحك ..فلا أريد لإسماعين أن يغيب..!! ولكنه غاب ولا حس ولا خبر ..تعال يا إسماعين اشتقتُ للضحك الطويل يا رجل ..


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة