الضرورات الوطنية لا نريدها ان تبيح المحظورات الشعبية ولا أن تمس العصب الاجتماعي ..ولكن لا بد من وقف المزايدات وترشيد الكلام والنقد فالمسيرة صعبة بحاجة الى العمل والاكتاف والارادة..
يمكننا ان نقول في الحكومات المتعاقبة ما لم يقله مالك في الخمر ولكن المصلحة الوطنية تقتضي بتوزيع الحمل ليصبح يمكن السير به الى شاطيء الامان..ولما كانت مهمات الحكومة صعبة وثقيلة ومهمة المعارضة سهلة لا تتعدى الاشارة الى العيوب ونقدها والزيادة عليها طالما ان النقد لم يعد مكلفاً ولا يرسل صاحبه الى السجن..فإن أسلوب المزايدة الذي بدأ البعض يرسلونه بعد أن نال رئيس الوزراء الثقة بنسبة مريحة.. يدعو للتساؤل.
لماذا الذي اعطى الثقة عاد لدق طبول الهجوم ؟ ولماذا بدأ بعض السادة النواب ارسال رسائل أخيرة وكأنها (هواة مقفي) الى ناخبيهم بخصص مسالة الأسعار رغم ان بعض هؤلاء وافق الحكومة على ذلك واستمع اليها وتفهم دوافعها..
أتفق تماماً مع ما ذهب اليه الرئيس الطراونة وأنا أستمع الى المرارة في حديثه لخذلان أولئك الذين اعطوه الثقة ثم انقلبوا عليها لينتجوا عريضة جديدة...
الطراونة كان قد قال (الحكومات كانت واضحة منذ البداية مع النواب بشأن الأسعار) فماذا حدث..!
رفع الاسعار هو دواء مر قد لا يطيقه البعض لشدة مرارته ..هذا هو موقف الحكومة..أما موقف الشارع فهو حائر بين القلة التي تتفهم والكثرة التي لا تقوى ..وهنا يأتي دور السادة النواب في ايجاد المعادل الموضوعي لما يجب ان يخرج فيه التوافق..
بعض النواب ممن أعطوا الثقة وشاغبوا على الرئيس الطراونة بالعريضة أظهروا وكأنهم لا يعلمون شيئاً في حين بين الرئيس في رده على مداخلات السادة النواب خلال مناقشة البيان الوزاري أن الحكومة ستقوم برفع الأسعار على بعض المشتقات النفطية والسلع التي لا تطال الشرائح الفقيرة والطبقة المتوسطة لمعالجة الاختلالات في الموازنة العامة التي وصل فيها العجز الى مستويات عليا..وفي السياق رد الرئيس ان رفع اسعار الكهرباء جاء بعد دراسة متأنية وأن عدم المس بالشرائح التي تستهلك 600 كيلو واط يعني ان 83% من المواطنين لن يطالهم الرفع ومن هم على شاكلة ذلك حتى في نشاطات أخرى وان كانت تجارية..
وحتى لا تقوم عرائض على ما شرح أو عن ما شرح وكان الرئيس فيه واضحاً كما تابعنا..فإن المأمول ان يكون شعار النواب للمرحلة القادمة امام الحكومة هو (وان عدتم عدنا) بمعنى ان مارست الحكومة ما يتجاوز تصريحات رئيس الوزراء وما بينه للسادة النواب على طريقة «بيّن عذرك ولا تبين تقصيرك» وهو ما كان الرئيس فيه واضحا .. فان المطلوب من السادة النواب ان لا يحتجوا بأثر رجعي على ما كانوا وافقوا عليه وان لا يقوم اسلوب الفزعة على طريقه ( العليق حين الغارة ) وان يستمر الحوار مع الحكومة في البرلمان لتشجيعها على البقاء في اطار ما رفعت من اسعار فقط وان لا تقدم على رفع آخر وهذا يحتاج الى دعم الموقف الحكومي واسناده ليظل قادرا على ذلك.. فالخشية هو من موجات رفع جديدة ومن توسيع دائرة رفع الاسعار وسحب الدعم عن مساحات كانت مغطاه.
الشارع يعرف الحقائق ولا يرغب ان يركب نوابه الموجه بالمزايدة او المناقصة فقد مرت مياه كثيرة تحت الجسور الاجتماعية منذ حكومات عديدة سابقة لم تجد حينها مصدات او كوابح او عمل بما يكفي لعدم وصولنا الى يوم الاستحقاق الصعب هذا والذي ندفع فيه ثمن الهروب من القرارات الحكومية الصعبة ومن ترحيل الاجراءات
هذه الحكومة حتى الان بينت عذرها في رفع بعض الاسعار وهي مدعوة لاستمرار شفافية اي اجراء يمكن أخذه حتى لا تستثير المزيد من الشرائح الاجتماعية عليها .. وعلى الرئيس ان يستمر في اسلوب المعالجة الذي بدأه وان يهجم باتجاه الشرائح المقتدرة لاحداث حالة التوازن الضرورية .
alhattabsultan@gmail.com
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو