الأحد 2024-12-15 21:08 م

إنهم يبتزون الفقراء!

10:39 ص

لم ?شفع الفقر والحاجة لمتلقي المعونة الوطن?ة عند موظفي شركة البر?د وصندوق المعونة الوطن?ة التابع لوزارة التنم?ة ا?جتماع?ة،

المعتصم?ن منذ أكثر من أسبوع?ن، حتى ?راجع ھؤ?ء الموظفون قرارھم بالتوقف عن العمل سع?ا لتحق?ق مطالب مال?ة.
الفقراء والمھمشون ھم الضح?ة لواحد من أشد أشكال ا?بتزاز، ح?نما رفض المعتصمون تسل?مھم ش?كات مخصصاتھم الشھر?ة على
مدى ث?ثة أ?ام، رغم اقتراب شھر الص?ام.
عدد المتضرر?ن ل?س قل??، بل ?بلغ نحو ربع مل?ون نسمة؛ إذ ?صل عدد ا?سر التي تستف?د من صندوق المعونة إلى 180 ألف أسرة،
تضم نحو 250 ألف فق?ر.
المشكلة أن المستف?د?ن من المعونة الوطن?ة ?عانون بدون اعتصام موظفي البر?د، و?نتظرون رواتبھم الشھر?ة بفارغ الصبر، وھي التي
بالكاد تكفي متطلباتھم.
طواب?ر الفقراء لم تقدر على تغ??ر الموقف، والموظفون الذ?ن ?تلقون رواتبھم من دافعي الضرائب ظلوا مصر?ن على اعتصامھم لتحق?ق
مطالبھم، بع?دا عن دورھم ا?نساني؛ فلم ?فكروا في الضرر الواقع منھم على الشر?حة ا?فقر وا?ضعف التي ?خدمونھا، من أرامل،
وأ?تام، وفقراء، ومسن?ن، وذوي احت?اجات خاصة.
العاملون في المؤسسة ا?ستھ?ك?ة المدن?ة تس?ّدوا المشھد في أول أ?ام الص?ام؛ إذ مضوا في اعتصامھم الذي تسبب في إغ?ق 42 من
أصل 70 سوقا من أسواق المؤسسة، ما ?عني أن أكثر من نصف ا?سواق مغلقة، رغم أنھا تخدم بالعادة متوسطي ومحدودي الدخل. وقد
دخل ال?وم ا?ول للص?ام وا?سواق مغلقة في وجھ الناس، والغرض أ?ضا تحص?ل مكتسبات مال?ة، مقدارھا 50 د?نارا شھر?ا بدل
صعوبة عمل.
غالب?ة أسواق المؤسسة التي أغلقت أبوابھا في وجھ المتسوق?ن متواجدة في مناطق الجنوب، وھي المناطق ا?شد فقرا واحتقانا التي تضم
كث?را من ج?وب الفقر؛ إذ تتركز ا?عتصامات في معان والطف?لة والكرك، إضافة إلى إربد والزرقاء.
التوقف عن العمل تسبب في نفاد سلع أساس?ة تحتاجھا العائ?ت، في وقت ?رفض بعض العامل?ن تسل?م مفات?ح المستودعات ?دارة
المؤسسة، للعمل قدر المستطاع على تأم?ن بعض ھذه السلع، ?س?ما السكر وا?رز والحبوب، عدا عن التلف الذي تعرضت لھ سلع
أخرى ذات مدد الص?ح?ة القص?رة، من ألبان وأجبان وغ?رھا.
? ض?ر من ا?عتصام، فھو حق مشروع. لكن مسلك المعتصم?ن ?كشف تغ?را كب?را في الترك?بة النفس?ة للفرد، وفھما مغلوطا لك?ف?ة
استخدام ھذا الحق. إذ ك?ف ?رتضي الشخص تحق?ق مصالحھ على حساب شرائح ھي ا?فقر وا?ضعف، وھي ا?ولى بالرعا?ة؟!
حتى ?وم أمس، ?ستمر موظفو صندوق المعونة الوطن?ة والبر?د والمؤسسة ا?ستھ?ك?ة المدن?ة في حجب خدمتھم عن فئات مجتمع?ة ھي
ا?كثر تضررا من اعتصامھم. والشعور بالمسؤول?ة المجتمع?ة كان ?فرض عل?ھم الق?ام بعملھم بدون مساس بحقوق غ?رھم، ? أن ?طالب
البعض بما ?رى أنھ حق لھ، في وقت ?حرم آخر?ن من حقوقھم.
سؤال ?لزم طرحھ على المعتصم?ن من شركة البر?د ووزارة التنم?ة ا?جتماع?ة: ھل تتخ?لون أن ? تحصلوا على رواتبكم آخر كل شھر،
أم ھي وس?لة لليّ ذراع الحكومة في وقت حساس، لمعرفتكم التامة بأن الفئات التي تخدمونھا سر?عة التأثر بما تفعلون؟
من حقكم ا?ستمرار في مطالبكم، و? ض?ر من فعل ذلك، لكن بدون ابتزاز الفقراء ومتوسطي الدخل، واستعمالھم ورقة ضغط على متخذ
القرار، لتسر?ع ا?ستجابة لما تطمحون إل?ھ؛ فھؤ?ء متعبون أص?، و?عانون أكثر منكم من الفقر والقھر، ف? تز?دوا معاناتھم وتعبھم بما
تقترف أ?د?كم.
المطالبة بحقوقكم تنتھي عندما ?مس ما تفعلون حقوق آخر?ن. وحر?تكم في التعب?ر عن تطلعاتكم، تصبح ?إنسان?ة وغ?ر مشروعة، عندما
تستقوون على الضعفاء والفقراء وتبتزونھم.
رمضان كر?م.. وكل عام والجم?ع بخ?ر


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة