بعد القرار الشجاع لجلالة الملك بعدم تجديد اتفاقية الباقورة والغمر، خرج وزير الزراعة في الحكومة الاسرائيلية اوري اريئيل ليهدد بقطع المياه عن الاْردن في حال تنفيذ الأردن لهذا القرار. بمعنى آخر، حين تشعر إسرائيل بأنها تتحكم ببعض مصادرنا المائية، تسمح لنفسها باستخدام التهديد بقطعها عنا كلما شعرت باتخاذنا مواقف لا تتماشى معها.
يعود بِنَا ذلك الى اتفاقية الغاز الاسرائيلي. لنفرض أن إسرائيل اقتحمت المسجد الأقصى واتخذ الأردن موقفا صارما من هذا الاقتحام، أو أنه أصبح جليا أن اسرائيل تنفذ سياسة واضحة ليس فقط لوأد حل الدولتين بل لإيجاد حل على حساب الاْردن، وبدأ الاْردن يعمل على كل المستويات الدولية لحماية نفسه، هل يخرج علينا وزير في الحكومة الاسرائيلية، أو حتى رئيس الوزراء الاسرائيلي مستقبلا، ليذكرنا بأن بعض مصادرنا من المياه والطاقة تتحكم بها إسرائيل، ويضغط علينا مباشرة وعن طريق دول أخرى، لثنينا عن حماية أنفسنا؟ هل نقاضي التوفير السنوي الضئيل من هذه الاتفاقية، وهو توفير لا نعرف بعد كيف تم تقديره، بالتهديد الوجودي لنا؟ هل نبقى خمسة عشر عاما عرضة للتهديدات الاسرائيلية ونحن نعرف أن الأمور ستزيد سوءا بيننا في الحقبة القادمة؟
حين طالب البعض في السابق، وأنا منهم، بعدم تجديد اتفاقية الباقورة والغمر، اتهمنا بعدم المسؤولية وابتغاء الشعبوية، وأننا لا نقدر الضغوط الدولية المفروضة على الأردن، حتى جاء قرار جلالة الملك الشجاع، فأثبت أن لدينا قدرة على الحركة، ولم يتكلم أحد بعد ذلك عن ضغوط دولية، بل لم نشهد مثل هذه الضغوط، وقد تصرف الأردن بمسؤولية وضمن ما تسمح به كل القوانين الدولية، بما في ذلك معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.
ضمن كل هذه المعطيات، لا تبدو لي اتفاقية الغاز الإسرائيلي مفهومة. لماذا نعطي اسرائيل سببا إضافيا لمحاولة التحكم بقرارنا بينما تتحكم ببعض مصادرنا من الطاقة وهي لا تبدي حسن النية الآن فما بالنا مستقبلا؟ لماذا نعرض قرارنا الوجودي للخطر ونحن مقبلون على مرحلة بات واضحا فيها عدم نية اسرائيل إنهاء الاحتلال ومحاولاتها المستمرة لحل النزاع على حسابنا؟ هل نفعل ذلك من أجل مائة مليون دولار سنويا، هذا إن صحت هذه الأرقام؟ في زمن الحديث عن قانون ضريبة الدخل والتهرب الضريبي والفساد، هل حقا نحن غير قادرين على تأمين هذا المبلغ وقد بات الموضوع وجوديا وليس اقتصاديا فحسب؟
أعتقد أن الوقت قد حان لنقاش موضوعي حول الاتفاقية، ونحن مقبلون على مرحلة في غاية الصعوبة من تاريخ القضية الفلسطينية، فهل تستجيب الحكومة لذلك؟
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو