-1-
حينما اطل على حياة الغرب، عبر ما تنقله أفلامهم وثقافتهم، وكتبتهم، أشعر بغيرة شديدة، لسببين، الأول مدى قوة القانون، نسبيا، وتساوي الناس أمامه، وشيوع مقدار كبير من العدالة في أوصال المجتمع، والثاني: حرية الرأي، التي تمتد طولا وعرضا في المجتمع، سواء في الحياة العامة أو الخاصة..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة (الحسبة): الجزاء في الدنيا متفق عليه أهل الأرض، فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يروى: «الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة»!
في ظل هذه الغيرة، أستدعي محاولات تكوين «إمارات إسلامية» فاشلة هنا وهناك، عبر أحلام قد تكون مشروعة ولكنها ساذجة لشباب يتطلعون لـتحقيق «حاكمية» مجتزأة، ولا يكادون يعرفون من دين الله إلا إقامة الحدود، ويختزلون حضارة الإسلام وفكره العظيم في «جز» الرؤوس في احتفالية مقززة تمثل بأجساد البشر أمام الأطفال، ثم قطع اليد ورجم الزاني المحصن، وهما حدان الأول عطله الفاروق في عام الرمادة، والثاني، قال عنه علماء أنه «عادة يهودية» استخدمت لتصفية الخصوم السياسيين!
-2-
ثقافة الجنة، والحياة الأخرى، يفهمها البعض إن عليه أن ينصرف بكليته عن الحياة الدنيا، فيهمل واجباته تجاه نفسه ومن يرعاهم، بزعم انه «شاخص البصر للقاء وجه ربه» ناسيا كل النصوص التي تقول أن ثمة جنانا على الأرض أيضا، ليس بوسع أحد أن يغفل نظره عنها، ولو على الأقل ليتخيل شكل جنة السماء!
-3-
يقول فهمي هويدي: حين أطالع أمثال تلك الفتاوى المفخخة التي يطلقها أولئك النفر من الدعاة الجدد، وألحظ ما فيها من جرأة وتغليط، تنتابني الدهشة ويتملكني العجب؛ ما يدفعني إلى القول بأنه إذا كان أبناء الإسلام يقدمونه بهذه الصورة، فإن تشويهه لا يحتاج إلى أعداء!
ويقول أيضا: فكرة التعددية لم تعرفها أوروبا إلا من خلال احتكاكها بالدولة العثمانية، التي طبقت نظام «الملل» منطلقة من سعة الإسلام، فأفسحت الطريق لكل آخر مكانا ومكانة، حتى أمنت وحمت كافة التمايزات الدينية التي حفلت بها البلدان الداخلة في نطاق الإمبراطورية.. وقد شاءت المقادير أن تنضج الفكرة في التجربة الأوروبية، وتتحول في نهاية المطاف إلى واحدة من أهم قيم الممارسة الديمقراطية التي صرنا نحن نتطلع إليها وننشدها. بل وصار كثير من الباحثين الغربيين يحاكمون بها الإسلام وينسبون إليه عجزا عن استيعاب التعددية!
-4-
كل يوم ازداد قناعة، لن تقوم لهذا الشرق قائمة إلا إذا: شبع البطن، والفؤاد، والعقل، وتم اجتثاث الشقاء العاطفي من جذوره، وصار اللي في الصدر على اللسان، فلم يعد أحد يتلعثم وهو يعبر عن نفسه، أو يسرح و»يصفن» لاختيار الكلمات التي يتوقع أن تُغضب محدثه، أو من يتصنت عليهما!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو