السبت 2024-12-14 06:28 ص

الأردن: القوميون واليساريّون "يضايقون" الإخوان المسلمين

03:07 م

الوكيل - لا مبرر للهتاف التصعيدي الذي صدر عن بعض النشطاء والحراكيين مساء الأربعاء وسط العاصمة الأردنية عمان والداعي تحديدا وبصورة إستفزازية إلى إعلان الجمهورية في الأردن.


بالمقابل لا مبرر للحملة التي رسمت على قدر الأخوان المسلمين من قبل بعض الأطراف على إعتبار أنهم مسؤولون عن بعض الهتافات المتطرفة الصادرة عن نشطاء تم التصدي لهم أمنيا وبغلاظة.

أصل الخطأ برأي كثيرين كان الإصرار على إعتقال ومحاكمة أربعة من نشطاء الحراك الشعبي في محكمة أمن الدولة العسكرية التي تعتبر محكمة إستثنائية مرفوضة شعبيا وديمقراطيا وتحديدا بتهمة ‘تقويض النظام’.

هذه التهمة مبالغ فيها حسب الناشط المحامي موسى العبدللات الذي يحمل المؤسسة الرسمية مسؤولية كل تصعيد ينتهي بالتأثير على الشارع.

حسب العبدللات تحولت محكمة أمن الدولة لسيف مسلط ضد الحريات العامة الأساسية وحسب السلطات النشطاء الأربعة المحبوسين تجاوزوا الدعوة للإصلاح وذهبوا بإتجاه الدعوة لإسقاط النظام.

تحملت الدولة الأردنية بصبر أكثر من ستة الاف مسيرة وإعتصام طوال العامين الماضيين لإظهار إحترامها للتعبير السلمي كما يلاحظ وزير الإتصال الناطق الرسمي محمد مومني وهو يشير لان التعبير الحضاري عن الرأي يختلف عن المساس بالقانون.

الناشط محمد زواهرة كتب على فيسبوك يقول: علينا أن نعترف بان النظام في الأردن لم يكن قمعيا وأظهر مرونة ملموسة.

بالمقابل ما حصل مساء الأربعاء يعيد إنتاج وإحياء بعض مظاهر التشنج غير المبررة في الشارع الأردني فالعشرات فقط من النشطاء تجمعوا قرب منطقة دوار الداخلية في قلب العاصمة عمان وهم يعرفون مسبقا بأن هذه المنطقة محظورة تماما ولا يمكن للسلطات الموافقة على التجمع فيها.

الهدف العلني من الإعتصام الذي ساند الدعوة إليه التيار الشاب في الأخوان المسلمين كان المطالبة بالإفراج عن أربعة نشطاء يحاكمون بتهمة تقويض النظام.

في الأثناء كان عدد رجال الدرك والشرطة أكثر من عدد المعتنصمين عمليا ولوحظ بأن بعض أنصار الولاء يتجمعون بالمقابل، فيما أرسل بعض البلطجية بإسم الولاء الأحجار التي تعتدي على المشاركين في المسيرة فصدر عن خمسة أشخاص فقط من نشطاء مدينة ذيبان الهتاف الإستفزازي الذي يقول ‘من ذيبان الأبية.. ينعلنها جمهورية.. لا شرقية ولا غربية’.

في الواقع هذا الهتاف مكرر وسبق أن قيل في مسيرات أخرى ولا يمكن ربطه بأي حال بأي من تنظيمات الأخوان المسلمين وكغيره من الهتافات النادرة التي تشذ عن قواعد الإعتراض المألوفة تردد في نطاق محدود وعلى أساس ‘رد الفعل’ من قبل مجموعة نشطاء وليس قوى الحراك الشعبي نفسها.

سبق لرئيس الجبهة الوطنية أحمد عبيدات ان طالب أمام ‘القدس العربي’ مؤسسات النظام بالتصدي لإستفزازات الزعران والبلطجية حتى يتمكن هو وغيره من قادة المعارضة والحراك من التصدي للهتافات القاسية.

المهم في اليوم التالي أمس الخميس بدأت تظهر ملامح حملة موتورة تحاول تحميل الأخوان المسلمين حصريا مسؤولية ما حصل بالقرب من دوار الداخلية.

وإستغل الأمر بعض نشطاء اليسار وبعض دعاة التحريض على الأخوان المسلمين الذين حذر منهم عضو البرلمان السابق الجنرال مازن القاضي وهو يقول لـ’القدس العربي’ الفرصة سانحة اليوم لمصالحة وطنية تعيد الأخوان المسلمين إلى دائرة المشاركة السياسية ولا تبعدهم أو تحاول إقصاءهم.

الأجواء داخل الملتقى الوطني للنقابات المهنية الذي عقد حتى منتصف ليلة الخميس كانت مختلفة ولا تقل سخونة وتوترا في بعض الأحيان حيث رفض الرجل الثاني في البرلمان خليل عطية أية مقترحات يمكن أن تعترض على خطوات الدولة الأردنية أو زيارة الملك عبد الله الثاني الأخيرة للقاهرة ناصحا بالعمل على التضامن مع ‘الشرعية’ في مصر والحرص في الوقت نفسه على عدم تصدير الإنقسام المصري إلى الساحة الوطنية.

الهدف من الملتقى أصلا كان البحث بتأسيس موقف بعد حالة إنقسام نقابية أردنية نادرة بتشكيل لجنة شعبية أردنية تتضامن مع ‘الشرعية’ في مصر وبالتالي ضمنيا مع الأخوان المسلمين.

والإنقسام وسط النقابيين الأردنيين ظهر عندما قررت نقابة الصيادلة إقامة فعالية تضامنية مع الشرعية في مصر فرفض الإقتراح سمير خرفان نقيب المحامين وإنتهى الأمر بخلافات بين النقابات التي يسيطر عليها الإسلاميون والنقابات التي يسيطر عليها اليساريون والقوميون وبالتالي إتخاذ قرار جماعي بالإتجاه المعاكس للإسلاميين بعدم تنظيم فعالية. خطوة تشكيل ملتقى وطني حضرت لإحتواء حالة الإنقسام و’للبقاء موحدين’ في مواجهة تحولات الإقليم كما قال لـ’القدس العربي’ البرلماني خليل عطية الذي شارك في إدارة حوار إنفعالي يتنلمس الطريق بين النقابيين والحزبيين الأردنين على إيقاع الخلاف والإنقسام المصري.

القدس العربي


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة