السبت 2024-12-14 10:49 ص

الأمير ينتقد ترمب

07:54 ص

عرفت الأمير زيد بن رعد المفوض السامي لحقوق الإنسان في لقاء مع عدد من الزملاء الصحفيين وكان قد
استقبلنا في مكتبه بالقرب من مقر الأمم المتحدة في جنيف.



لم يكن الأمير حينها قلقا إلا من أن يساء فهم بعض تصريحاته وقد أسهب وهو يرى بعض الغيوم في الأفق
في شرح ضرورة عدم الخلط بين منصبه الأممي وهويته كأمير هاشمي أردني, فهو كمفوض سامي لحقوق
الإنسان في المنظمة الأممية لا يجوز له إلا أن يتعامل بمسطرة واحدة مع خروقات حقوق الإنسان في العالم,
وها هو ذا ينتقد خطاب الرئيس الأميركي ترمب, وكان سباقا في رد الفعل.


الأمير الجريء يؤمن بما يقوم به لذلك فقد اكتسب تقدير وإحترام قيادات المنظمة وزعماء وحكومات دول انتقدها في ممارسة أو لفت انتباهها في أخرى وهو بلا شك يتمتع بشعبية في المحافل الدولية بوصفه مدافعا عن حقوق الإنسان.


تمتاز مداخلات الأمير بالحدية أحيانا وقد فسر ذلك بقوله: إن خروقات حقوق الإنسان لا تحتمل اللين باعتبار أنها اسوأ ما يمكن أن تقترفه سلطة بحق مواطنيها أو بحق الغير سواء في ذات الدولة أو في ظل الحروب والإحتلال.

لا تنظر إسرائيل الى الأمير بود فسجله حافل، ليس في نقد ممارساتها فحسب بل في نضاله الشرس ضد جدار الفصل العنصري في معركة قادها الأردن في أروقة الأمم المتحدة وانتصر فيها وقد كان عام 2004 ممثلا للمملكة ورئيسا لوفدها أمام محكمة العدل الدولية في مسألة الجدار الفاصل.


سجلت وكالات الأنباء أول رد فعل للأمير على خطاب الرئيس الأميركي في دافوس, فلم يتردد الأمير في توجيه انتقادات حادة رغم معرفته بحجم الضغوط الأميركية على المنظمة وتهديدها الدائم بالإنسحاب من مفوضية حقوق الإنسان لأنها تضايق إسرائيل كثيرا سواء عبر تصريحات مفوضها أو في التقارير التي تصدرها أو من خلال البيانات التي توزعها وتعتبره واشنطن معادياً لحليفتها إسرائيل.


الأمير زيد بن رعد اعتبر أن دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للدول للسعي وراء مصالحها الخاصة ستعيد العالم إلى عشية الحرب العالمية الأولى وهو نص ينتمي للقرن العشرين، سعي الدول وراء مصالحها الخاصة و تنفيذ أجندتها الخاصة كفيل بأن يدفعها لأن تتصادم مع أجندات الدول الأخرى وسنعيد العالم إلى عام 1913 مرة أخرى.


الأمير زيد هو أول عربي ومسلم يتولى منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان وهو يعزو فضل تراكم تجربته الدبلوماسية والحقوقية وتوليه هذا المنصب المهم الى موطنه الأردن الذي قال إنه منحه فرصة ودعما مطلقين لتولي هذا المنصب..


لطالما أثارت تصريحاته جدلا! فبينما يُنظر اليها بإعجاب في دول الغرب، تواجه بالتحفظ والإنتقاد في العالم العربي والإسلامي , والمشكلة تكمن في الخلط بين هوية الأمير وواجبه على رأس مفوضية حقوق الإنسان والتزامه بمبادئها وهو ما استوعبه الأردن وتعامل معه بحكمة إذ التقط فن إدارة التمييز بين منصب الأمير وهويته الوطنية وهو ما انسحب على تعامل الأردن وقيادته الحكيمة مع حساسيات خلفتها تصريحات الأمير مع دول شقيقة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة