الإثنين 2025-03-03 16:01 م

الاردن متردد في إستراتيجية العداء لبشار

01:10 ص

الوكيل - لا يتوقف تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن بل يزيد رغم وقف التسهيلات الخاصة التي تمنحها السلطات الأردنية لكل من يلجأ ورغم الوضع العسكري المتوتر جدا على الحدود فيما يبدو أن الجيش السوري الحر الذي يسيطر عملياتيا على الأرض في محيط محافظة درعا ينشط بدوره في تأمين عمليات نقل اللاجئين.


وفيما بدأت الحكومة الأردنية تتحدث عن الصعوبات المالية واللوجستية والأمنية الناتجة عن قرارها السياسي القاضي بإبقاء الحدود مفتوحة أمام حركة اللاجئين السوريين تشير التقارير الواردة صباح الثلاثاء إلى أن حركة اللجوء تتزايد فقد عبر الشبك الفاصل نحو ثلاثة الاف لاجىء سوري دفعة واحدة في ثاني أيام العيد جهزت لهم الخيام في منطقة الزعتري بالقرب من محافظة المفرق شرقي البلاد.

ومن الواضح أن عمان مصرة على إستيعاب موجات الهجرة السورية دون توقف حتى للأسباب المالية وأنها تتجاهل بصورة مستمرة طلب دمشق الرسمي بإغلاق الحدود أمام حركة اللجوء، الأمر الذي يعتقد أنه وراء مناكفات السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان وإعتذاره عن الحضور بعد إستدعاء رسمي لمقر السفارة لتسلم إحتجاج دبلوماسي بعنوان سقوط قذائف سورية على الأرض الأردنية.

ومن الأوضح أن جميع حالات ومؤشرات الإشتباك أو الإحتكاك العسكري على الحدود بين البلدين مردها معركة خلفية بعنوان ملف اللاجئين فدمشق تريد تخفيف عددهم وعمان تصرعلى فتح حدودها رغم ما ينطوي عليه الأمر من مجازفات أمنية ومالية ولوجستية تحدث عنها رئيس الوزراء فايز الطراونة.

أما موقف السفير بهجت سليمان فلا زال يثير الجدل في عمان حيث بدا وزير الخارجية ناصر جودة منزعجا من الملاحظات النقدية التي وجهت للحكومة بعد فشلها في إحضار السفير بصفة رسمية وتسليمه مذكرة الإحتجاج على سقوط القذائف، الأمر الذي أظهرته صحف إلكترونية في عمان تتابع تغريدات الوزير جودة على صفحات تواصل تويتر.

بالنسبة لتويتر جوده أثار الأمر أكثر مما ينبغي ملاحظات ضد الذات ملمحا لان تعليقات المواطنين تحاول بصورة غير عادلة إنتقاد الموقف الرسمي وليس موقف السفير السوري الذي ينظر له حاليا بإعتباره رجل تقصد مخالفة الأعراف الدبلوماسية حتى أن صحيفة سعودية أشارت الى ان عمان ستعتبره قريبا غير مرغوب فيه في خبر تستبعده بعض المصادر في هذه المرحلة.

أما سقوط قذائف سورية على الأرض الأردنية أول أيام العيد فسمح ـ لأول مرة ـ بصعود تصريحات 'عدائية' إلى حد ما تجاه النظام السوري ظهرت بصورة نادرة خلال اليومين الماضيين على خلفية موضوع القذائف الأربع فقد إعتبر الناطق الرسمي الوزير سميح المعايطة أن سقوط القذائف لم يكن مقصودا لكنه قال بوضوح بأن بلاده ستتخذ دوما الإجراءات المناسبة لحماية المواطن وحدود البلاد.

وفيما اكتفى الوزير جودة بالتعليقات التي تتسرب عبرصفحته على تويتر وتكشف ما يجري إنطلق التصريح الأكثر حدة من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني الدكتور محمد الحلايقة الذي تحدث عن 'إجراءات' لم يحددها إذا ما تكرر الإنتهاك السوري للأراضي الأردنية بعد قصة القذائف.

طبعـا الحلايقة وهو وزير سابق عدة مرات وعضو فـي البرلمان حاليا ليس الشخص المخول بإطلاق تهديد من هذا النوع إلا بصفته الشخصية لكنه من الطراز الذي لا يطلـق تصريحا من هذا النوع بدون 'إشتمام' رائحة التصعيد على مستوى صناعة القرار.

بكل الأحوال يمكن ملاحظة أن تكاثر سقوط القذائف أو الرصاص داخل الأرض الأردنية على خلفية ملف اللاجئين وحمايتهم مسألة تقلص من هوامش المناورة والمبادرة أمام السفير السوري النشط والصلب في عمان وتحرج العشرات من المثقفين والنقابيين المؤيدين بشراسة لنظام دمشق خصوصا بعد سقوط جرحى أردنيين بالنار السورية.

لكن التصعيد في لهجة المسئولين الأردنيين له عمليا ما يبرره فكل المؤشرات الرسمية تتوقع الأسوأ خلال الأيام القليلة المقبلة والوضع الحدودي متوتر جدا والمؤسسة الأردنية بدأت تضيق ذرعا بمناكفات السفير السوري.

وعمان لا زالت تقدم رجلا وتؤخر أخرى في تمترسها داخل منطقة أمان في العلاقة مع دمشق تتقلص تدريجيا بسبب تطورات الوضع ميدانيا وبقاء مسألة اللاجئين عنوانا أساسيا ومهما لصراع الكواليس الخفي بين الدولة الأردنية ونظام بشار الأسد.

القدس العربي


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة