السبت 2024-12-14 06:28 ص

الاعتدال الأردني «يجـــذب» أميـــر قطـــر

01:10 ص

الوكيل - يمكن الاستدلال على مضمون سياسي «قطري» للزيارة التي قام بها الأمير تميم أمس الأحد للأردن من عبارته الاولى في مطار عمان، عندما كان جلالة الملك عبدالله الثاني في إستقباله، حيث قال: بان التحديات التي تواجهها الأمة تتطلب التنسيق مع الأردن.


هذا الاستدراك القطري الدبلوماسي، يوضح مجددا إيمان الأشقاء كلهم بدور الأردن وجلالة الملك المحوري في استقرار المنطقة، برغم الحرص المتبادل على إضفاء طابع «شخصي واخوي» على زيارة الأمير القطري، من دون التطرق لملف الخلافات العربية البينية، أو حتى ملف الوساطات والمصالحات، كما علمت «العرب اليوم»، برغم أن الأردن كان دوما ومازال مع التوافق العربي، وتواقا لأجواء تنقية الخلافات.

إقتصار الزيارة الأميرية على بحث الملفات والعلاقات المشتركة، تسليما من الجانب الضيف بدور الأردن في مواجهة تحديات الأمة، يعني مناقشة صريحة وأخوية – هذه المرة – للعراقيل والإعاقات التي تعترض نمو العلاقات الأخوية، ليس في الجانب السياسي فقط، بل في الجانب الإقتصادي، تفاعلا مع بؤرة الاعتدال الأردني التي تدير ملف العلاقة مع الاخوان المسلمين، حيث تقاوم عمان كل سيناريوهات «التصعيد» مع الحركات الإسلامية المعتدلة، في حين تعتبر الدوحة الحليف الأهم للاخوان المسلمين مرحليا.

بطبيعة الحال لم يناقش ملف الاخوان المسلمين، لكن تقارب وجهات النظر فيه – ضمنيا- يوفر غطاء سياسيا لنمو العلاقات الثنائية، على الأقل بالنسبة للجانب القطري الضيف، ووضع قطر الميداني في منظومة دول الخليج، وعلاقاتها المتوترة التي يمكن أن تساهم محطة عمان في تحريك مياهها الراكدة .

على هذا الأساس، اجرى جلالة الملك والشيخ تميم مباحثات تناولت آليات تعزيز العلاقات في قصر بسمان، أمس، وسط تاكيد مشترك بتمتين العلاقات في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة، ويخدم القضايا العربية.

وأكد الزعيمان ضرورة إدامة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا الثنائية والعربية والإقليمية. واستعرض الملك وامير قطر مجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

الشيخ تميم إستهل زيارته ببيان صحافي يعبر فيه عن التقدير لجلالة الملك والشعب الأردني، متحدثا عن فرصة طيبة لتبادل الرأي والمشورة، لاسيما في هذه الظروف الدقيقة والتحديات الكبيرة التي تحيط بأمتنا العربية».

وختم بقوله: «أسأل الله جل وعلا أن يجمعنا دائما على طريق الخير، وأن يأخذ بأيدينا جميعا لخدمة بلدينا وأمتينا العربية والإسلامية».

وكانت مباحثات قد جرت بين الملك وامير قطر، تخللتها مأدبة غداء أقامها الملك تكريمـــا لأمير دولة قطر بحضور مسؤولين من الجانبين.

عمليا لا يوجد مبرر للمبالغة في «تسييس» الزيارة التي قام بها للأردن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، ما دامت عمان كما كانت دوما العاصمة الوحيدة التي تفتح قلبها للعرب كلهم، وتفتح لها بالوقت نفسه عواصــــم العرب والعـــالم قلوبها.

الزيارة على نحو آخر تتويج لعلاقات الأخوة التي تربط البلدين، وطابعها قبل كل شيء «أخوي وإنساني» بين جلالة الملك وشقيقه سمو أمير قطر، في وقت حرج تمر به المنطقة والأمة، يتطلب عمليا مواجهة التحديات بالقفز على مشاعر الإحباط، التي تثيرها في نفس المواطن العربي، تلك الخلافات التي تظهر بين الحين والآخر، والتي تصر عمان على ان تكون مجرد سحابة صيف عابرة .

وقوف الأمير القطري على المحطة الأردنية «ثنائي» الأجندة، وبعيد من حيث الترتيب عن القنوات الدبلوماسية ، ومن شأنه أن يناقش تحقيق تقدم ونمو في العلاقات المشتركة، مع التوصل إلى تصورات منتجة – قدر الإمكان -على صعيد بعض القضايا؛ فقطر مهتمة بالتجربة الأردنية في النماء والإصلاح، ولديها مبادرة لدعم المفاوض الفلسطيني، وعمان حجر أساس في كل ما له علاقة بدعم وإسناد الشعب الفلسطيني واستقرار المنطقة عموما.

العرب اليوم


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة