السبت 2024-12-14 07:28 ص

الانتخابات : نجاح حكومي .. وفشل شعبي !

02:42 م

الوكيل- مجدي الباطية- في الوقت الذي حاولت فيه الدولة الاردنية ، مستخدمة مختلف ادواتها وسلطاتها التشريعية والتنفيذية ، لاجراء انتخابات ديموقراطية ، لا يشوبها التزوير والمال السياسي .


وذلك عبر الحملات التوعوية ، وانشاء هيئة مستقلة للاشراف على الانتخاب ، والقاء القبض على مرشحين استخدموا المال السياسي ، وغيرها من الخطوات الداعمة في هذا الشأن .

الا ان ممارسات الناخب الاردني نفسه ، كانت هي الجانب السلبي الاكبر في انتخاب نواب 'رأسماليين' ، غير قادرين على تحمل المرحلة القادمة التي يمر بها الوطن ، وحاجته الى فريق من النواب قادر على الرقابة والتشريع .

وفي هذا المقام يقول دكتور علم الاجتماع في الجامعة الاردنية حسين خزاعي ، انه وللاسف ان بعض السلوكيات للمجتمع تظهر خلال مواسم الانتخابات النيابية ، التي من ضمنها بيع الاصوات وشرائها ، او بيع المواقف الاجتماعية ، او حضور الحملات والولائم الانتخابية ، كلها عادات راسخة لدى المواطن الاردني ، سببها التقليد الاعمى لعادات المجتمع في هذا الجانب ، والمكاسب التي يطمح الناخب بالحصول عليها ، مثل الوظيفة ، او الحصول على خدمات خاصة ،وغيرها من الاسباب التي ترسخت في عقلية المواطن الاردني عبر 20 عاماً ، بأن النواب هم للخدمات فقط ، وقد رسخ هذه الافكار القوانين الانتخابية التي قادت الوصول الى المجالس النيابية في المملكة ، مثل قانون الصوت الواحد .

كلها اسباب -يقول الدكتور خزاعي- بلورت واسست عقلية الناخب الاردني للمساهمة بشكل رئيسي في وصول نواب الخدمات والعشائر الى تحت قبة البرلمان .

ويكمن الحل لهذه المظاهر حسب الدكتور الخزاعي في تعزيز دور القوائم الوطنية بالانتخابات النيابية ، والتي بدأت الدولة الاردنية تطبيقها خلال الانتخابات الماضية ، اضافة الى ترسيخ البرنامج النظري للمرشحين ، وان لايكون وصوله الى المقعد النيابي على اساس المعارف والخدمات وتقديم المساعدات العينية والمالية ، اضافة الى محاربة السلوكيات السلبية من قبل المرشح ،في جميع الجوانب الدعائية ، كاستخدامه للمال السياسي ، والوعود الخدماتيه التي يقدمها للناخبين .

كل هذه الطريق وغيرها - يكمل الدكتور خزاعي - يجب ان تتم عن طريق مؤسسات المجتمع كافة ، مثل البيت ، والمدرسة ، والمسجد ، والاحزاب السياسية ، للتشارك في غسل الذهنية التي يعيشها المواطن الاردني في جانب العملية الانتخابية ،للوصول مستقبلاً الى مجلس نواب اردني قوي ، يعمل على اسس ومناهج وبرامج ديموقراطية ، قادرة على تحمل اعباء الرقابة والتشريع .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة