الخميس 2024-11-28 20:59 م

البناء والتحضّر والكرامة!

08:30 ص

حين طرح قائد الوطن شعار «الأردن أولاً» فهمها الراقصون في كل عرس، انها دعوة تطال المواطنين من «بعض» الأصول والمنابت، وأنها إقليمية، وأنها مضادة للقومية العربية، او الاسلام


.. الذين لا يحبون الرقص في الأعراس والجنازات، فهموا «الأردن أولاً» على أنه دعوة:

- اولاً، لخروج المصالح الفردية من نفوسنا، فيكون الوطن لنا جميعاً، تكون مصالحه اولاً، فأكثر الناس كان جيبه هو وطنه، وكانت أردنيته بقرته الحلوب، وكان الانفلات الفردي طريقه الى الفوضى والفساد.

- وأنه دعوة للخروج من التعصب العشائري، والمذهبي والديني، الى رحاب المواطنة السمحة، البنّاءة، واحترام القانون، فلا فرق لأردني على أردني الا بالتقوى، وهي هنا الولاء للبلد الذي نحن نعيش فيه.

- وأنها ليست دعوة للخروج من القومية العربية وتكريس الاقليمية، وانما هي دعوة تنزّه القومية من ان تكون غطاء لهيمنة حزب او كيان عربي، على الأردن، او ان تعطيه صفة الرباط، ودفعه ليكون الضحية لكل الجرائم والأخطاء التي مارسها الكثيرون وانتهوا الى صنع هزائم الوطن المتوالية بداية من الهزائم في فلسطين.. الى الحدّ الذي وصلنا اليه في تدبير القتل والتدمير وطرد المواطنين من وطنهم فصار اللاجئ العربي هو أكبر مشكلة تداهم العالم، واكبر مصدر لتعلم الشحاذة، والاستعطاء.

- وأن هذه الدعوة نقول للعروبيين والاسلامويين ان الوحيد الذي يبني الاردن هم الاردنيون، والوحيد الذي يقدمه للعروبة وطناً قوياً عزيزاً، يعيش ابناؤه في ظل الاستقرار والكرامة والعزة، ويمد يده، بالوحدة، الى سوريا القوية والعراق القوي ومصر القوية والسعودية القوية، وغير ذلك، فالوحدة تصبح جمع.. اصفار.

- والدعوة تقول للاسلامويين ان الدولة المدنية هي أساس البناء الحضاري الحامل صفة الاسلام.

وان الذين يعملون لدولة الولي الفقيه، ويأتيهم المال، مال الرواتب والمصروفات ونفقات الحروب من ايران هكذا جهارا نهارا، إن هؤلاء ليسوا إلا عملاء لدعوة تختزل الوطن وتتجاوزه وتقبل عار خيانته من اجل دعوة تقوم على التفوق العرقي الفارسي، وهي دعوة نازية فاشية يعرف المؤرخون انها كانت وراء حرب سقط ضحيتها ثلاثون مليون اوروبي وآسيوي، وانها دمرت اوروبا، وفتحت الباب امام ظهور اول امبراطوريتين اميركية وروسية في القرن العشرين، وقد هيمنتا على العالم وصنعتا مآس وحروب في اليونان اولا ثم كوريا، ثم فيتنام، ثم حروب البلقان والعرب، وصنع الكيان الصهيوني وهي الصناعة التي شاركت روسيا واميركا واوروبا الاستعمارية فيها.

قائد الوطن عبدالله الثاني ابن الحسين يكاد يقف وحده في الساحة ويصر على ان الاردن اولا، يعني، الدولة المدنية، والمواطن الذي يعطي قبل ان يطالب وان القانون يشمل الجميع، وان يتم تطبيقه بجرأة وصرامة على الجميع، والالتزام المطلق بقيم السلام والاعتدال والوسطية والحرية والرحمة والمثابرة والانفتاح.

القائد يدعو الدولة الى احترام الدستور، وتحمل المسؤولية، ووقف الفوضى والتدمير الممنهج، فنحن نشهد تظاهر طلاب يتركون مدارسهم ولا يعرفون لماذا يتظاهرون، ونشهد معلمين يدفعون الطلاب في الصفوف الابتدائية لحرق الكتب المدرسية احتجاجا على ما فيها دون قراءتها، وهذه هي الداعشية بابشع صورها، فقد تربى جيل على اغتيال نجيب محفوظ لان رواياته لا تعجب اسلاموي لم يقرأها، وان عدوه هو اخوه المواطن من دين اخر او مذهب اخر من مذاهب الاسلام.

والقائد يدعو كل فرد منا الى اخذ موقعه في الصفوف المنتظمة، السائرة على طريق البناء والتحضّر والكرامة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة