الوكيل - تكاد لعبة البوكر المنتشرة منذ مدّة ليست بقصيرة على 'طاولات الفيسبوك' أن تنافس البوكر على أرض الواقع. فهي، وإن كانت في ساحة 'إفتراضية' غير واقعية، إلاّ أنّ تأثيراتها واضحة المعالم.
شبّان وشابات من كل الأعمار يتهافتون على اللعب، ويتشاركون إحتمالات الربح والخسارة، إحتمالات أن يصبح لهم أصدقاء جدد من خلال المشاركة اليومية، وأيضًا، إحتمال خسارة الأصدقاء القدامى جرّاء 'فورة' غضبٍ تستدعيها خسارة فادحة للأموال الوهمية.
هي ساعات طويلة يقضيها عدد من الأشخاص 'الفيسبوكيين' أمام شاشة الكومبيوتر، ضاربين بعرض الحائط إمكانية إستخدام هذا الجهاز لأغراض هادفة، حتّى في مجال الترفيه، لكن في جميع الأحوال، يغرقون في ألعابٍ تنطلق من عالم إفتراضي وهمي لتطال بنتائجها عالمنا الواقعي.
يعتبر أُسامة (إسم مستعار) بأنّ لعبة البوكر تفسح له المجال أمام إثبات قدراته في 'التركيز وإتخاذ القرارات المناسبة في أوقات حرجة، كمثل الوقت الذي يُلزم لاعب البوكر إتخاذ قراره بالمتابعة أو الإنسحاب من اللعبة على ضوء قيمة الورقات التي يحملها. وفي الوقت عينه، تتيح له اللعبة التعرّف على أصدقاء جدد من خلال المشاركة والتواصل والتفاعل مع الآخرين'.
اللعبة الإفتراضية، هي في الجانب الآخر واقعية لناحية اللاعبين، إذ يُشترط بمن يرغب دخولها، إمتلاك حسابٍ على موقع التواصل الإجتماعي 'الفيسبوك'، والذي يحمل بشكل تلقائي أرصدة مالية وهمية لكل مشترك، ومنه يدخل المشتركون الى اللعبة التي يلتقي فيها أشخاصٌ كُثُر تستهويهم، ليتحوّلوا الى لاعبين، أو 'شركاء الطاولة'. قد يبدو الأمر طبيعيًا بالنسبة لمن يرغب بتمضية أوقات الفراغ، لكنّ صعوبة الأمر تبدأ عند مفترقٍ يحوّل اللهو الى 'إدمان'، خصوصًا عندما يدخل اللاعبون في نفق 'إستبدال الخيال بالواقع'.
تحوّل اللّهو الى مشكلة نفسية
يشير باسم (إسم مستعار) الى مسألة 'تبديل الأموال الوهمية بأخرى حقيقية، أو بأرصدة الهواتف الخليوية'، بحيث يعمد عدد من الأشخاص الى خلق نوعٍ من 'سوقٍ سوداء' يتم فيها بيع ملايين ومليارات، تحتاجها اللعبة، بواسطة مبلغ مالي معيّن، كبيع 20 مليار دولار بمبلغ خمسة آلاف ليرة لبنانية، أو إستبدالها بتحويل دولارين الى رصيد الهاتف الخليوي.
يجذب الأمر المزيد من الناس، ويرسم كذلك طريقهم الى الإدمان، وأحيانًا الى الإصابة بأمراض نفسية جرّاء إرتفاع معدّل الإحتقان العصبي بفعل الخسارة، والذي قد يستتبع إفتعال عراكٍ وصدام مع الأصدقاء والمحيط، وفي أقصى الحالات، يصل الأمر الى عدم الإستقرار النفسي نتيجة عدم القدرة على التوقف عن المقامرة والرهان. وفي المقلب الآخر، تؤدّي حالات الإدمان وعدم القدرة على الوقوف عند حدود معيّنة في هذه اللعبة، الى توجّه الشباب نحو السرقة لتوفير الأموال المطلوبة لإستمرار اللعب.
هنا يصبح المجتمع أمام تحدياتٍ لا تُحصى، ترتبط بالموروث الثقافي والعادات الإجتماعية، إن لجهة لجوء الأفراد الى المقامرة التي تُعتبر مرفوضة لدى أغلب العائلات اللبنانية، أو لجهة إعتياد البعض على السرقة كسبيل لتأمين المبالغ الإفتراضية المطلوبة. وأيضًا، يرفض ذلك الموروث وتلك العادات إضاعة الوقت بأعمالٍ غير مفيدة، بل تجد من الأجدى كسب الوقت للإنتفاع بعلمٍ أو عملٍ ناجح.
أمام وجهات النظر المختلفة التي يرويها اللاعبون، فإنّ لدى أصحاب مقاهي الإنترنت رؤية تكاد تكون مشتركة لناحية ما يؤمّنه إقبال الشباب على لعبة البوكر من مردود مالي، وإنّ الوصول الى درجة الإدمان يجعل لللعبة طعمٌ خاص، ممّا يرفع من مستوى التحدّي الذي يرتبط بنسبة حجز الشباب لأجهزة الكومبيوتر في المقاهي، بهدف ضمان بقائهم وإحتدام المغامرة والرهانات، وبالطبع زيادة الأموال والتباهي بها أمام الخصوم والأصدقاء. وكلّما زادت نسبة حجز الأجهزة ونسبة اللعب، زادت معها العائدات المالية لأصحاب المقاهي.
الديار اللبنانية
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو