الأحد 2024-12-15 04:57 ص

البيكربونات تبطئ من ترقّي الداء الكلوي المزمن

12:11 ص

أظهرت بيانات دراسة أجريت على مدى سنتين أن متممات بيكربونات الصوديوم قد أبطأت بشكل ملحوظ من خسارة الوظيفة الكلوية كما حسنت الحالة التغذوية عند المرضى المصابين بداء كلوي مزمن متقدم.


تدهورت تصفية الكرياتنين CrCl بثلث السرعة التي تدهورت بها عند مجموعة الشاهد، كما أن كل من الترقي السريع للمرض والترقي إلى الداء الكلوي بالمرحلة النهائية ESRD حدث بشكل أقل بكثير. وعلى وجه الخصوص، كان لدى المرضى الذين تم توزيعهم عشوائياً ليأخذوا متممات البيكربونات تدهور وسطي في قيمة الـ CrCl بلغت 1.88 مل/دقيقة لكل 1.73 م2 من مساحة الجسم مقارنة بـ 5.98 مل/دقيقة لكل 1.73 م2 لمجموعة الشاهد (P< 0.0001)، كما كان لدى بعض مرضى مجموعة البيكربونات (9%) ترقي سريع للداء الكلوي مقارنة بـ 45% من مجموعة الشاهد (P< 0.0001).
تقترح هذه النتائج أن هذا العلاج البسيط والرخيص الثمن يمكنه أن يبطئ من ترقي الداء الكلوي لدى نسبة كبيرة من المرضى المصابين بالحماض الاستقلابي metabolic acidosis. وفي هذا السياق صرّح د.مجدي يعقوب قائلاً: 'تُحسّن هذه الاستراتيجية العلاجية الرخيصة والبسيطة الحالة التغذوية للمريض كما يمكن أن تترجم إلى نتائج هامة على كل من الصعيد الاقتصادي والسريري وعلى صعيد جودة الحياة.'، وأضاف: 'في الحقيقة، إن معدل تدهور الوظيفة الكلوية عند المرضى الذين يأخذون بيكربونات الصوديوم مشابه لتدهور الوظيفة الكلوية المرتبط بتقدم العمر.'
أكدت هذه النتائج صحة الموجودات التي تم الحصول عليها من الدراسات قبل السريرية التي أظهرت أن متممات البيكربونات حافظت على الوظيفة الكلوية في نماذج الداء الكلوي المزمن المختلفة.
يشار إلى أن الحماض الاستقلابي كثيراً ما يحدث كاختلاط للداء الكلوي المزمن المتقدم، وعلى الرغم من ذلك نفتقر إلى دليل عند البشر على تورط هذا الاضطراب الاستقلابي في ترقي القصور الكلوي.
إن الافتقار إلى دراسات طويلة الأمد تدرس تأثير علاج الحماض الاستقلابي على الوظيفة الكلوية عند المرضى في مرحلة ما قبل التحال وتأثيره على الحالة التغذوية كان هو المحفز الأساسي لإجراء هذه الدراسة.
لذلك تم اقتراح فرضية أن إعطاء متممات البيكربونات فموياً للمرضى المصابين بالحماض سيترافق مع إبطاء سرعة تدهور تصفية الكرياتينين وستؤدي لتقليل عدد المرضى الذين سيحدث لديهم الترقّي السريع للقصور الكلوي.

ولاختبار صحة هذه الفرضية قام الباحثون بدراسة 134 مريض مصاب بالداء الكلوي المزمن (CrCl بين 15 إلى 30 مل/دقيقة لكل 1.73 م2) وبالحماض الاستقلابي (بيكربونات المصل > 16 و<20 ممول/ل). كان متوسط عمر المرضى حوالي 55 سنة ونصفهم مصاب بالداء السكري، كما كان لدى 40% منهم ارتفاع ضغط دموي مضبوط جيداً على قيمة وسطية في الجمهرة (متوسط الجمهرة) تبلغ 124/75 مم زئبقي. تجدر الإشارة إلى أن الضبط الممتاز للضغط الشرياني كان ملمحاً بارزاً للدراسة ومأخوذ بعين الاعتبار من أجل استخدام بيكربونات الصوديوم عند المرضى المصابين بالداء الكلوي المزمن.
هناك دائماً قلق من أن زيادة مدخول الصوديوم سيؤدي إلى رفع الضغط الدموي عند المرضى المصابين بالداء الكلوي المزمن. تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المرضى كانوا يتناولون أدوية متعددة خافضة للضغط كما أن ضغط الدم لديهم كان سوياً تماماً قبل البدء.
تم توزيع المرضى عشوائياً إلى مجموعتين إحداهما تتلقى الرعاية الاعتيادية والأخرى تتلقى متممات بيكربونات الصوديوم فموياً (الجرعة الوسطية 1.82 غ/اليوم) بالإضافة إلى الرعاية الاعتيادية. استمرت فترة المتابعة لمدة سنتين.

نقاط انتهاء المتابعة الأولية primary endpoints كانت: سرعة تدهور الـ CrCl، ونسبة المرضى الذين حصل لديهم تدهور سريع في الـ CrCl (يعرف كمايلي: CrCl >3 مل/د لكل 1.73 م2/السنة)، والترقي إلى المرحلة النهائية من القصور الكلوي (CrCl <10 مل/د).

ترقى المرض إلى ESRD لدى المرضى في مجموعة الشاهد بمعدل خمس مرات أكثر مقارنة بالمرضى الذين تلقوا متممات البيكربونات (33% مقابل 6.5%، P< 0.001).
أظهرت الدراسة أنه على الرغم من العدد الأكبر من المرضى الذين وصلوا إلى الـ ESRD في مجموعة الشاهد، كانت سرعة التدهور في المرضى المتبقين لا تزال أعلى، مما يقترح أن الأخطار المنافسة* لم تشوش على النتائج الحاصلة.
ترافق إعطاء متممات البيكربونات أيضاً مع تحسن ملحوظ في الحالة التغذوية للمرضى متضمنة: المدخول البروتيني في الحمية الغذائية (P<0.05)، سيماء نتروجين البروتين المعدلة للطبيعي**(P<0.05) ، محيط العضلة في منتصف العضد (P<0.0001)، ألبومين البلازما (P<0.001)، وبوتاسيوم المصل (P<0.05).

أشار مؤلفو هذه الدراسة إلى إمكانية انتقادها بسبب الافتقار إلى استخدام الدواء الغفل placebo وغياب التعمية المزدوجة double-blind في تصميم الدراسة. وكأي دراسة أخرى أحادية المركز single-center study، سيحتاج نسخ (إعادة إنتاج) وتعميم هذا التقرير إلى المزيد من توثيق المصدوقية validation عن طريق إجراء دراسة تجريبية متعددة المراكز ثنائية التعمية ذات شاهد غفل.



gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة