الأحد 2024-12-15 19:48 م

التشكيلي قاسم: جيل الثمانينيات وقف على التحولات النوعية

01:47 م

الوكيل - حاوره: أحمد الخطيب - التشكيلي والشاعر عليان قاسم من جيل ثمانينيات القرن الماضي، لم يترك فضاء إلا وتحرك عبر مداراته، بحثاً عن لوحة، أو قصيدة، أو مسرحية، أو منازلة لأوتار العود لاستنهاض اللحن الجديد لأغنية وطنية تركها شاعر على مساحات الذاكرة الشعبية، إضافة إلى مشاركاته الفاعلة آنذاك في الأنشطة الثقافية والفنية.
التشكيلي قاسم الذي يعد لإصدار أول مجموعة شعرية له تصدر قريبا في مصر، لا يعد نفسه شاعراً مع تراكم جملة من المخطوطات الشعرية لديه، كذلك لا يعد نفسه مسرحيا رغم أن مسارح محافظة إربد شهدت له العديد من المسرحيات تأليفا وإخراجا وتمثيلاً، وهو لا يعد نفسه ملحناً رغم تأليفه لأكثر من لحن لأغنيات سياسية كانت محط أنظار جيل الثمانينيات وعلى ألسنتهم.
التشكيلي قاسم المولد في إربد العام 1958م، ويعمل حاليا في سلطنة عُمان، واجهناه في هذا الحوار السريع للإطلالة على مستقرّه الإبداعي، والوقوف على منتجه الجديد.



* بعد محطات إبداعية توزعت بين التشكيل والمسرح والموسيقى والشعر، أين مستقر عليان قاسم، بعد ربع قرن من المعاناة؟
هي درجة واحدة في سلم العمر الابداعي , وكما قلت أنت محطات إبداعية .. أنا لم أستقر بعد، رغم طول التجربة وتعدد أنواعها وأشكالها ومقتنياتها...ما زلت أبحث عن ذاتي، التجريب هو غايتي التي لا أتوقف عن التعامل معها ...يبهرني الإبداع في شتى مجالاته...يمكنك مثلا أن تجدني فنانا تشكيليا...ولكني لست هو ...أو يمكنك أن تجدني عازفا أيضا، لست هو...ويمكنك أن تجدني مؤلفا مسرحيا، ولكني لا أتوقف هنا ...ويمكنك أن تبحث عني في قصيدة , أنا أجد نفسي في كل عمل أقوم به لأنني لست إلا مجربا , لست إلا إنسانا يحب أن يخوض التجربة حتى يختلط بها، وتهزه ليحس بالتوحد مع تلك التجربة..ولا أظنني سأستقر في مكان ما

* مرحلة الثمانينات من القرن الماضي، شهدت قفزات نوعية في مختلف التجليات الإبداعية، هل لنا بإطلالة على هذا المشهد التشكيلي والمسرحي والموسيقي والشعري؟
لا تستطيع بهذه العجالة أن تشكل رؤية واضحة لحراك إبداعي متنوع ومتجانس، فجيل الثمانينيات جيل خاض غمار الوعي وهو يتعامل مع مفردة الإبداع والثقافة، وفي هذا الجيل شهدنا تحولات نوعية على مستوى التشكيل والشعر والمسرح والغناء الوطني، ومعه انطلقنا إلى بوابة تأسيس عالمنا المتجانس، حيث تركز الهمّ الأكبر للمبدع على نوعية الإضافة التي يقدمها للحراك الإبداعي الوطني والعربي، كما أننا كنا مدفوعين بالغيرة الإيجابية عندما نستمع لقصيدة محلقة، أو لوحة فائقة الجمال، أو لحن يلامس وجداننا الجمعي.

* كيف أثر فيك هذا الحراك المتجانس؟
رسمت وعلمت الرسم، واشتركت مع فنانين في عدد من المعارض ...عزفت ولحنت وكتبت الأغنية السياسية، وتعاملت مع أكثر من فرقة محلية، ويمكن القول أن كتابتي للأغنية السياسية في بداية الثمانينات, جعلتني أطور نفسي وأضبط إيقاعي الداخلي، فالتعامل مع الإيقاع في الموسيقى خلق عندي حالة تملكتني في التعامل مع الإيقاع في الكلمات ... ومسرحيا.....ألفت المسرح بجميع أنماطه حتى أنني خضت تجربة المينودراما والتويتودراما...وتم إخراج أعمال مسرحية لي في جامعة اليرموك وفي أماكن أخرى... وألفت مسلسلا تلفزيونيا اسمه « زقاق المخيم» ولكنه ما زال في درج مكتبي منذ عام 1986 ...ولي أيضا تمثيلية تلفزيونية أو فيلم تلفزيوني اسمه « الثمن المر « وما زال في درج المكتب...وحصيلة تأليفي المسرحي بلغت أكثر من 24 مخطوطة مسرحية، سأحاول أن أجمعها في كتاب ... أنا أعشق المسرح كما اعشق الموسيقى والشعر ولا مجال لتصنيفي أبدا.

* يقال إن المشهد التشكيلي يستمد جرأته من شعرية التجربة، كيف تفسّر هذه الظاهرة؟
الشعر وعالمه يقدم لك أبواباً عالية الحساسية، وهو يفتح أمامك مدونة التعامل مع الأشياء المخفية، كما أنه يطلق الحدود، أو بتعبير أصح، يحطمها، وهو ذو تأثير واضح على ما عداه من الإبداع، يقدم وجبته المتخيلة ويضعها أمام التشكيلي، لهذا ترى التطور الحاصل في أفق اللوحة، وانفتاحها على مستويات التجريب، .بدءا من الكلاسيكية الجديدة مرورا بالرومانسية والتعبيرية والواقعية الاشتراكية ثم الانطباعية التأثيرية الخ، وهذا لا يعني أن اللوحة لم تكن تحمل في جيناتها بوصلة التخيل والتعامل معه، ولكن حساسية التجربة لدى التشكيلي والتي تقترب في سياقها الخاص مع شعرية التجربة شكلت الدافع الأكبر للمغامرة التشكيلية على أكثر من مستوى، الشكل والمضمون وغيرهما، وهما مصطلحان درج المبدعون على استخدامهما، وما أظن التطور العظيم الذي يحصل للقصيدة العربية إلا امتدادا لهذا المخاض ..بل ويمكنني أن أكون أكثر تطرفا لو قلت بأن المدنية بجميع أشكالها بدأت تسير وفق هذه الحوارات.

* ماذا عن إصدارك الشعري الذي تستعد لإصداره في مصر قريبا؟
هو محاولة للوصول إلى ثمرة الأشياء ومستقرها في ذات الإنسان والمجتمع والقضايا الساخنة، في أسلوب أفاد من الكتلة اللونية في المجال التشكيلي، ومن التقاطعات في الحوار من المسرحي، ومن المقام وتتبعه في الموسيقى، تراكمت قصائده، كان هناك خوف دائم على فقدها، وعدم الالتفات إلى طباعتها، ولكن بتشجيع من صديقي الدكتور الفنان والشاعر المصري هشام عبد الله الأستاذ في جامعة بنها في مصر، جمعتها، لأفرج عنها أخيراً، وهي في طريقها للصدور قريباً في مصر.


الراي


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة