هذا الدفاع الأميركي الحار عن حريات الاتصال الحديث.. عن المواقع الإخبارية، وعن الاتصالات الهاتفية، .. عن حرية الإعلام الإلكتروني، هو دفاع ليس لله، فهو تجاوز مراقبة حياة الناس بمعلومات تدهشنا لكيفية الوصول إليها على الإنترنت، إلى مراقبة الهواتف، والفاكس، وكل ما له علاقة بالتواصل بين الناس والمؤسسات عبر المحيطات!!. أي الدفاع عن التجسس.
كنت أثناء اجازاتي في أوروبا أرسل يومياً في وقت محدد مقالي للعزيزة «الرأي»، وأحياناً لـ»القدس العربي» وكنت ألحظ بعد يومين أو ثلاثة صعوبة الاتصال.. وكانت العاملات في استقبال الفندق يعتذرون بعد كل محاولة بأن الخطوط مشغولة!!.
وتذكرت قصة «آخيل» الأوروبية – الأميركية التي تراقب كل شيء له علاقة بالفضاء. ولا بدَّ أن «المراقب» لم يفهم اللغة التي أرسل فيها مقالي، فكان في اليوم أو الثاني يحيله إلى الترجمة.
وكنت أتوقع أن المراقب «العربي» سيفهم أن المرسل هو مقال في صحيفة يومية عربية رئيسية. ويتركه بحال سبيله. لكن توقعي لم يكن صحيحاً، فقد وجدت أن لا سبيل للتخلص من المشكل.. إلا بسطرين اكتبهما بالألمانية أو بالإنجليزية اعلمه – المراقب – بأنني كاتب.. وانني أكتب باللغة العربية لصحيفتي في الأردن!!.
ثم وجدت انني أستطيع أن اخدع «آخيل» بالذهاب إلى مكتب مختص بارسال الفاكسات بكل اللغات ونجح الخداع. فالمصدر المتعدد اللغات قضية واردة عند الرقابة!!.
لم استغرب أن تقوم المخابرات الأميركية في «آخيل» أو غيره بالتصنت على 35 رئيس دولة في أوروبا.. بما في ذلك الحليف الأشد إخلاصاً في ألمانيا.. المستشارة أنجيلا ميركل!!، أو الرئيس الفرنسي أولند، أو هولاند على اعتبار أن حرف H لا يلفظ هاء في الفرنسية!!.
ولم استغرب العقلية التي تزرع عشرات آلاف الكاميرات في شوارع لندن لمتابعة حركة الناس، فالأساس في الأنظمة السياسية الحديثة هو الخداع، وعدم الثقة بالحليف، واعتبار الآخر إرهابياً. وإلاّ فلماذا كل هذا الذي يجري في السفارات الأميركية والأوروبية حتى أن المخاطبة ولو من أجل سؤال، أو فيزا لمريض، أو طالب يجب أن تتم عن طريق الإنترنت. وأن تأخذ أحياناً شهراً وأكثر؟. وهل أن من الطبيعي أن يقف إرهابي أمام السفارة الألمانية ويطلب فيزا ليحمل متفجراته إلى برلين أو فرانكفورت؟؟
إن من يقرأ عن مجموعة بن لادن التي نسفت مركز التجارة العالمي، والبنتاجون، يعرف أن جميع المعنيين دخلوا كليات الطيران، وجامعات ألمانيا، وأميركا. وبعضهم أخذ الجنسية الأميركية – العولقي مثلاً – فالإرهابيون أناس عاديون لا يمكن لكاميرات لندن معرفتهم، ولا للسفارات وقف دخولهم بتصعيب الحصول على الفيزا. فالإرهاب هو وسيلة عنيفة لممارسة عمل سياسي!!. ولا شيء آخر!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو