تركيا والبرازيل كانتا من الدول المدينة وتعانيان من تضخم متفاقم وبطالة، وكانتا في وضع سيادي ضعيف نسبيا، وتأثيرهما الاقليمي لايعتد به، وعملاتهما كانتا في وضع صعب، وبعد الانتباه الى التنمية وتشجيع الصناعة والزراعة وأسستا نوادي لتشجيع الصادرات، وبعد عقدين من الزمن اصبحتا ضمن مجموعة الاقتصادات الصاعدة، وارتفعت الصادرات واستقطبت استثمارات كبيرة، ومثلهما كوريا الجنوبية وسبقهم جميعا الصين التي تتصدر العالم في الانتاج والتصدير ويبلغ الناتج الاجمالي للصين نحو 11 تريليون دولار، واستطاعت بكين على سبيل المثال طي ملف البطالة ووفرت عشرات الملايين من فرص العمل الجديدة وبحلول العام 2019 لن تجد بكين اي متعطل عن العمل بعدد سكان يتجاوز 1.4 مليار نسمة.
المنطقة العربية يتجاوز عددها من السكان 360 مليون نسمة ولديها ثلثا الاحتياطي العالمي من النفط الذي يوصف بأنه شريان الصناعة، وانهر عملاقة ومساحات زراعية قادرة على اطعام ثلث العالم، وتحتل جغرافيا موقعا متميزا بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب، وتوصف البنية السكانية للمنطقة بأنها شبابية الطابع، اي ان لدينا موارد بشرية قادرة اذا احسن توظيفها والاستثمار فيها بلوغ التنمية المستدامة والازدهار المنشود.
خلال العقود الماضية انشغل النظام السياسي العربي بالخطابات والاستثمار في السلاح المستورد وخوض حروب غير منتجة لم تحمِ البلاد والعباد، ووقع العالم العربي بخيراته تحت رحمة الغرب الذي تسلط على المنطقة منذ الحرب العالمية الاولى حتى يومنا هذا، ومع كل حقبة يتم طرح مفاهيم جديدة الا انها تؤدي الى هدر الموارد البشرية والمادية، وتحويل الدول العربية الغنية منها والفقيرة الى دول تعاني العجوز المالية والاقتراض حتى بلغ الامر دخول العراق صاحب اكبر ثروات طبيعية في المنطقة الى نادي المقترضين من مؤسسات التمويل الدولية.
ان قراءة محايدة لمسيرة المنطقة منذ اكثر من سبعين عاما نجد ان التعويل على الغرب في انصافنا او الشرق ليشكل أداة ردع الغرب الا ان هذه المراهنات فشلت فشلا ذريعا، لذلك ان الحكمة تتطلب النظر الى احتياجات المنطقة تنمويا اولا وثانيا وثالثا، ورابعا إذ بدون قوة الاقتصاد لايمكن ان يصح معه اي تقدم، وان الاستثمار في الشباب وتوطينهم في بلدانهم هو اقصر الطرق للنمو، اما المقولات التي تطرح بين الحين والآخر عن برامج التصحيح المالي والاقتصادي لم تقدنا الى النمو وانما رتبت علينا ديونا متفاقمة واخفاقا تنمويا طوال اربعة عقود، وهذا النمط اجتاح عددا كبيرا من الدول العربية والحبل على الجرار كما يقال..مرة اخرى التنمية المستدامة الطريق للسيادة والقوة، فالتنمية يفترض ان تكون من صنع محلي بمعزل عن الغرب ومؤسساته الكولونيالية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو